السبت، 19 مايو 2018

القدس عربية ... قصيدة للشاعر / مدحت عبدالعليم الجابوصي

(القدس عربية)


عبثَ الهوى بفؤادِ صَبٍّ مُغرمِ...وتناولته الحادثاتُ بأسهُمِ
هدَّتْ جوانبَهُ الخطوبُ وقوَّضتْ...بُنيانَهُ في قسوةِ المُتحكِّمِ 
لمَّا تولَّى من النجاحِ مُغادراً....أبوابَها يومَ الخميسِ المُكْرَمِ 
غادرتُها والنفسُ تائقةٌ إلى...أهلِ الدلنجاتِ الذينَ هُمُ دَمِي
ونزلتُ في بلدي الهجينِ وكم بها...من مَغنى جودٍ ذي بهاءٍ معلمِ
والأُرزُ حولَ بيوتِها وكأنَّهُ...خُضرُ الثيابِ على صعيدٍ قاتمِ
والماءُ درُّ لآليءٍ منضودةٍ...وسَطَ الزروعِ بحسنهِ المُتكلِّمِ
سحرٌ يروقُ لناظرٍ مُتأمِّلٍ...يرعى الجمالَ مُسامراً للأنجُمِ
وتتابعتْ بعدُ الخطوبُ وقد رمتْ....صدرَ الأديبِ الشادنِ المُترنِّمِ
فأبي الهمامُ عليهِ حلَّتْ كُحَّةٌ...قد أقعدتهُ قُبيلَ هذا الموسِمِ
مع حُمَّى معْ ضيقٍ وسوءِ تنفُّسٍ...أوهتْ قواهُ فما استلذَّ بمطعمِ
وعهدتُهُ جملاً فلم يشكُ سوى...ضُرٍّ شديدٍ دونَ أيِّ تبرُّمِ
نثرتْ كنانتها الخطوبُ فلم تزلْ...ترمي بكلِّ مُثقَّفٍ لم يُثلَمِ
قد كانَ آخرُها الربايعُ إذْ أَتَوا... إلى موطنِ الأجوادِ باءوا بمندمِ
جاءوا صباحَ الأمسِ بعدَ تشاورٍ... إلى معقلِ العزِّ المنيعِ الأكرمِ
جشعُ النفوسِ طباعُهم أُفٍّ لهم....لن يبلغوا مجدَ الكرامِ القوَّمِ
مازالوا في دربِ المعالي جهدهم.... حتَّى بدَوا في الأُفْقِ مثلَ الأنجمِ
وقصرْتُمُ عنهم وعابَ خيارَكم.... قبحُ الخلالِ وساءَ وصفُ المُجرمِ
لولا بنو عويَّانَ فيهم طيبةٌ.... أمسى الربايعُ في بحورٍ من دَمِ
لولا مديرُ الأمنِ أقبلَ مُسرعاً...لرأيتَ منهم كلَّ رأسٍ مُحطَمِ
لو أخبرونا أو علمنا وقتها...أمسى الربايعُ في الحضيضِ المُظلِمِ
لم نعرفنْ سوى في الغروبِ وعندها... ضُقنا لفوتِ لقائهم والمغنمِ
لو ساعدَ المقدورُ طرنا نحوهم....طيرَ النسورِ وكلِّ صقرٍ حائمِ
لو كرروها قد تقومُ إليهمُ..... زُمرُالقوامحةِ ناصرينَ بني العمِ
أرضُ نصيبٍ لا تكونُ لغيرِهِ....أمَّا الربايعُ في عظيمِ توهُّمِ
أرداهمُ طمعٌ وسوءُ إرادةٍ ....تركوا الصوابَ وساروا بالجشعِ العمي
عودوا لرشدكمُ وتوبوا توبةً... تمحو عوارَ فعالكم في القادمِ
فإذا أبيتم إلا ما بيَّتمُ....بؤتم بشرٍّ وقتذاكَ مُخيِّمِ
جا ءتكمُ من آلِ قمحٍ عُصبةٌ... صفعتكمُ صفعَ العزيزِ الأكرمِ
ستطيرُ في أُفقِ السماءِ لحيِّكم... لنْ يبقى منكم أيُّ رأسٍ أوفمِ
والقدسُ أرضُ عروبةٍ مسلوبةٍ... مغصوبةٍ بيدِ اليهودِ الغاشمِ
وتجرأَ الغربُ المخادعُ مُعلناً.... قدسَ البلادِ سفارةً للناقمِ
هذا الترامبُ نذيرُ شرٍّ قبلَهُ... لم يفعل الرؤساءُ فعلَ الآثمِ
من قبلِهِ قد خطَّطُوا بتفنُّنٍ... من أجلِ ظلمِ العرْبِ غايةَ مظلمِ
لكنهم لم يجرؤ ا على فِعْلِهِ... فلقد تجاوزَ كلَّ عقدٍ مُبرمِ
ما للعروبةِ لم تجبه ولم تقم..... في وجههِ من أجلِ قدسِ العالمِ
يامسلمونَ بحقِّ ربكمُ انهضوا... قولوا توقَّفْ دونَ أيِّ تلعثُمِ
هُبُّوا بوجهِ البغي هبةَ واثقٍ... متجلِّدٍ في الحقِّ دونَ تشرذُمِ
واستجمعوا هممَ العروبةِ وليكن.... قولُ الجميعِ كفى كفى للأعجمي
هُبُّوا أحُكَّامَ العروبةِ واغضبوا.... غضبَ الليوثِ على الفصيلِ الظالمِ
هي غضبةٌ فيها المنايا أو المُنى.... ألا فاغضبوا للهِ غضبةَ حازمِ
إنْ يُصرع العرْبُ الكرامُ جميعُهُم... خيرٌ من الإذلالِ دونَ تكلُّمِ
فالحُرُّ يحيا حامياً أوطانَهُ.... ويزودُ عنها بالنفيسِ وبالدَمِ
والعبدُ يرضى بالخنوعِ إلى العدا... ويجلُّهم ويهابُ كلَّ مُذمَّمِ
أينَ الصواعقُ للأعاجمِ من بني ال... إسلامِ أربابِ الحسامِ الصارمِ
مدحت عبدالعليمِ الجابوصي
 .

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 منارة القلم الفصيح
تصميم : يعقوب رضا