صاحب المفردات المميزة (الشاعر عبدالعزيز جويدة )
بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
يقول الأستاذ عبدالعزيز :
على وعدٍ
بألا نلتقي أبدًا
فقد ضاعَ الذي نهواهْ
هو الماضي
وليسَ سواهْ
وآهٍ .. آهْ
على الحُلمِ الذي قد كانَ في يومٍ
وضيَّعناهْ
تَحدّيناهْ
وصدّقنا الذي قلناهْ
وجرَّبناهْ
فلا عُدتِ
ولا عُدتُ
كلانا تاهْ
وصارَ عقابُنا هذا الذي نلقاهْ
أضاعتْ "قيسَها" "ليلى"
وضاعتْ بعدهُ ليلاهْ
سقطنا دونَ أن ندري
فيا ويلاهْ
ويا عشقاهْ
ويا خوفاهْ
خسِرتُكِ دونَ أنْ أدري
ولا أملٌ بأيِّ حياةْ
لذا أدعو على قلبي
بكلِّ صلاةْ
لأني حينَ ضيَّعتُكْ
أنا ضعتُ
بأرضِ اللهْ
أنا "موسى" وتيهي دائمًا أبدًا
وفي قلبي حفِظْتُكِ مثلما التوراةْ
بدأناها بأروعِ قصةٍ خُلقتْ
وها نحنُ
ختمناها
على مأساةْ"
للأستاذ لغة مستقلة بذاتها فمثلا لو وضعتَ نصَ الأستاذ عبدالعزيز بين ألف نص ..أستطيع بعد قراءة عدة أسطر .أن أقول وبكل ثقة ..إن هذا النص للأستاذ عبد العزيز.أما قول بعض النقاد بأن القصيدة فيها تناص ..فهو ظلم بين للأستاذ ..الرجل له لغته المستقلة بذاتها ،وكما هو معروف أي نص في العالم فيه معاني متكررة مأخوذة من سابقيه، لكنَّ لغة الأستاذ متفردة ووصفها بالتناص بعيد جدا،نحن لا ننكر أن أعظم الشعراء أصالة من كانت مكوناته من غير ذاته ،"وعالم اللغويات الفرنسي (لانسون) يرى أن أعظم الكتاب أصالة، من تكاثرت عنده هذه الرواسب، إلى أن يقول: إن ثلاثة أرباعه مكون من غير ذاته .ويؤكد (بارت) أن فصل النص عن ماضيه ومستقبله، يجعله نصا عقيما، لا خصوبة فيه، أي أنه نص بلا ظل .معنى هذا أن الإنتاج الأدبي يعتمد استعادة إبداعات سابقة، وهذه الاستعادة تكون خفية حيناً، وجلية حيناً آخر، بل إن كثيرا من هذه الإبداعات تكون تنويعا على ما سبقها، لأن الارتداد إلى السابق بالقراءة، يقود حتماً إلى نوع من التماس أو التداخل الذي يعتمد التوافق تارة، والتضاد تارة أخرى ".مع كل هذا يظل لبعض الشعراء والأدباء لغتهم الخاصة كالإمام على ،وابن زيدون ،وفي عصرنا الأستاذ عبد العزيز .
فوضع الأستاذ وجعله كبقية الشعراء ظلم لتفرده ،وهذه منّة من الخالق ،لا دخل للإنسان فيها ،وقد التقينا بأشخاص يحفظون معاجم كاملة .ومع ذلك لا يمتلكون اللغة المتفردة أو المستقلة ،أو لا ذاتية لهم ،وعندما نقرأ لهم نصا من نصوصهم لا نجد ذاتية لهم في النص ، أما ذاتية اللغة فهي لم تعط إلَّا للقلائل أحسب أن الأستاذ واحد منهم .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق