الأربعاء، 25 يوليو 2018

روعة وجمال التغيير ... بقلم الكاتب الأستاذ / محمد هاني السمان


( روعة و جمال التغيير )


 لماذا هناك من يتقبلون و يحبون التغيير و الآخر لا يريدونه على الإطلاق..؟ و لماذا البعض يخاف من خوض التغيير..؟ و ما هي مميزاته العائدة علينا..؟ و هل نستطيع العيش بدونه..؟
 وجد الإنسان بداية في الجنة، و من ثم انتقل إلى الحياة، و السبب كله طبيعة الإنسان التي تحب و تطمع بالعيش في منطقة الراحة رغم أن الآخرة دار راحة و سعادة..!
 تلك المنطقة هي التي تجعل الناس يرضون بحياتهم كما هي دون أي تغيير، فهم يجربون الشيء مرة واحدة فقط، و عندما يرونه مريحا يبقون عليه كعادة يومية خوفا من حدوث أمر غير متوقع لهم..!
ينقسم التغيير إلى ثلاث أقسام كالتالي :
الأول : نحو الأفضل أعلى عليين و هو ما أتحدث عنه و الذي نحتاجه بشدة.
الثاني : نحو الأسوأ أسفل السافلين و هو الذي يجعلك تخسر كل شيء حتى الآخرة.
الثالث : حالة وسط ما بين الأول و الثاني كأن تجعل أمور تتحسن نحو الأفضل و الأخرى نحو الأسفل.
 و لكي نضمن حدوث القسم الأفضل علينا معرفة المثبطات و المحفزات و أيضا المميزات العائدة علينا بالفائدة و النفع فهل أنتم مستعدون لمعرفة هذه الأمور الجميلة..؟!
• مثبطات اللجوء إلى التغيير :
 - الخوف من الفشل و المحاولة : إن لجأت إلى التغيير و إن لم تلجأ في كلتا الحالتين ستتعرض للمحاولة و الفشل فهما متلازمان في طوال حياتك، لكن الفرق في اللجوء إليه سيساعدك على التخلص من الفشل، و يجعلك قريبا جدا من النجاح. أما الخيار الثاني سيجعلك تقع في محاولات فاشلة كثيرة، فالقرار لك و النجاح لا يتحقق إلا بوجود ذاك الفشل المحفز الذي يدفعك نحو العظمة..!
 - الخيارات الواسعة و الحرية : حين يكون لديك خيارات متعددة، و تملك الحرية المطلقة في الاختيار؛ فحتما ستختار الأكثر سهولة و المألوف بين الجميع.
 هذا الأمر سيجلب لك الضرر كثيرا فيما بعد، لأن طبيعة الحياة و قوانينها الصارمة لا تتعامل بهذا الأسلوب، فالحياة لا تعطي و لا تمنح شيئا إلا بدفع ثمنه، فليس كل الأشياء ثمنها مقبول ربما تدفعك إلى خسارة الآخرة مقابل الحياة الفانية..!
 - البحث عن الراحة و الأمان : مهما بحثت عن هذه المنطقة لن تنجح، فالراحة ستزول قريبا و ستضطر إلى البحث كثيرا في كل مرة تفقد الأمان، فهذا الشيء سيكلفك الكثير من الوقت و الجهد في أمور لا فائدة منها، و فوق ذلك قد يصيبك القلق و التوتر الدائم. لذلك كن حذرا فنحن لسنا في دار راحة..!
 - ضيق مفهوم التغيير : هناك مفاهيم خاطئة عن التغيير منتشرة بين الجميع منها ( اتباع الموضة ) هذا ليس تغييرا بل إعجابا بها و تقديرها بالاتباع إلى درجة التقديس مع الأسف، لماذا لا تبتكر شيئا من عندك و تفعله.؟! أليس لديك عقل لتفكر بدلا من التقليد الأعمى.؟! كما هناك مفهوم آخر و هو الاعتقاد ( بأننا لسنا بحاجة إلى التغيير ) و يعتبرون أنفسهم متميزون هكذا من لا شيء ربما تكون محق بذلك، لكن جهلت شيئا مهما و هو أن التغيير سيجعلك متميزا أكثر لذا كن وعيا نحو مفهومه العظيم..!
• محفزات اللجوء إلى التغيير :
 - القراءة : بالقراءة ستفتح عليك أبواب العلم و المعرفة، مما يجعل عقلك لا يقبل بالقليل، بل يريد البحث هنا و هناك ليجمع التفاصيل الدقيقة إلى أن تصبح أفكارك ناضجة، و الذي سيساعدك على الغوص في الأعماق، و إضافة بصمتك الخاصة و تغييرها إلى فكرة أكثر وضوحا للجميع..!
 - التفكير و التدبر : لو فكرت بالطبيعة لوحدها ستجد أن كل شيء فيها يتجدد و يتغير، و في كل مرة تراقبها ستلاحظ شيئا جديدا فما بالك بالكون كله الذي يتطور في كل لحظة إلا الإنسان تجده مصر على حالته كما هي..!
 - الخروج عن المألوف : الإبداع و التميز تجدهما في الأمور الجديدة المبتكرة التي لم تكن موجودة من قبل، لهذا الخروج عن النمطية يساعدك على رفع درجاتك عاليا، لذا دع عقلك يخرج من صندوقه..!
 - البحث عن الخيارات الأصعب : حين تختار الخيار الأصعب ستصبح المخاطر أقل بسبب ارتفاع وعيك و معرفة جميع الاحتمالات المتوقعة تقريبا، كما يساعدك على قبول التحديات الكثيرة و مواجهتها بكل وعي..!
• الميزات العائدة علينا :
 - النجاح الدائم : النجاح يتطلب منك خطوات تقودك إليه، و لكي تنجح كل خطوة منه عليك المحاولة و المحاولة تتطلب التجديد المستمر حتى تستطيع تجاوزها و تحقيقها..!
 - تجديد الحياة : عندما تستمر في عملية التغيير ستجد دائما أشياء جديدة تضيفها على حياتك، و تتخلص من الروتين الممل، كما يعطي للحياة البهجة و السعادة..!
 - تجديد الأفكار : نحن في عصر الأفكار النيرة، فالأفكار أصبحت تحدد مدى قيمتك في الحياة، كما تصبح خالدة بعد رحيلك منها بشرط أن تكون متميزة صالحة لكل زمان، لذا دع أفكارك تحقق ذلك..!
- توسيع دائرة الوعي :  كلما حاولت زيادة دائرة معرفتك سيصبح وعيك في ازياد مستمر، و هذا يجعلك تلجأ إلى التغيير المستمر لتتناسب حياتك بما أصبح لديك من وعي و إدراك واسع..!
 هناك شيء جميل حول مفهومه الباهر، و هو أنه عندما يجد خلل في توازن حياتك ما بين القديم و الحديث سيضطر بالعمل هنا من تلقاء نفسه ليؤمن المحافظة على التوازن الفعال، حتى لو لم تكن تريده، فهو سيبقى مستمر، لكن الفرق بين قبوله و عدم قبوله هو أنك ستشعر بلذة التغيير المبدع الذي يحدث، فاقبله بكل سرور و ساعده على تحسينك نحو الأفضل لتحقق كل ما تريده، و تعيش في حالة السلام الداخلي الذي بدوره ينتشر إلى الخارج و يجعله في سلام أيضا، فهنا ستصل إلى ذروة متعة التغيير الخلاق..!
《 XMAN 》
♡ AJ ♡
بقلم // محمد هاني السمان
#Hani
#فريق_نهضة_مجتمع

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 منارة القلم الفصيح
تصميم : يعقوب رضا