الأربعاء، 25 يوليو 2018

تحليل وشرح قصيدة ( قارئة الفنجان ) نزار قباني والشاعر / عبدالصمد عبده


تحليل وشرح لحن أغنية (قارئة الفنجان) على وزن البحر (المتدارك ) شعر حر
غناء / عبد الحليم حافظ لحن / محمد الموجى كلمات / نزار قبانى
المقدمة الموسيقية الحركة الأولى، من ثلاثة أجزاء,
 جمل حرة تمهيدية بسيطة على مقام (الكرد) المصور على النوا (مشتق من النهاوند). ثم جمل بسيطة موقعة على نفس المقام. ثم جمل حرة تعبيرية غير ميلودية قصد بها الإيحاء بجو السحر والسحرة باستخدام أصوات غريبة تصدر من الأورغ والغيتار.
 
الحركة الثانية, تبدا بجمل لحنية تصاعدية إلى قمة السلم تتبعها جمل متتابعة تنازلية تقليدية على مقام (النهاوند) بإيقاع بسيط.
الحركة الثالثة, تغيير المقام إلى (العجم) المرتكز على أساس المقام الأصلي، تستخدم إيقاع 6/88، بالإضافة إلى استخدام تآلفات هارمونية
 
الحركة الرابعة: حركة راقصة ومبهجة تنفصل تماما عن سياق اللحن ويعود لحن المقدمة بعد هذا إلى استحضار جو الشعوذة بإعادة نفس المقطع التعبيري والجمل غير الميلودية من نهاية الحركة الأولى،وهي من الأدوات التعبيرية الناجحة التي استخدمها الموجي ببراعة، ومهدت بالفعل إلى موقف النص الدرامي والنفسي( قارئة الفنجان) تقرأ المجهول.
 
المقطع الأول: الموجي استخدام الدراما اللحنية فى بداية الغناء حيث أن النص يقدم صورة درامية واضحة في بدايته. المقطع الغنائي الأول جزءان أولهما هرمي البناء على مقام (النهاوند) صاعد هابط .(جلست والخوف بعينيها .. تتأمل فنجانى المقلوب .. قالت يا ولدى لا تحزن .. فالحب عليك هو المكتوب). والثاني تقليدي على (بيات النوا) (يا ولدي قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب) ثم إلى الهدوء لينتهي في أعلى مقام (النهاوند) بكلمة يا ولدي.
 
المقطع الثاني: تمهيد موسيقى مميز يستخدم فيه جملا سريعة متتابعة على المقام الأصلي يستمر الغناء على نفس الإيقاع السريع المصاحب للموسيقى، (بصرت ونجمت كثيرا .. لكني لم أقرا أبدا .. فنجانا يشبه فنجانك). (بصرت ونجمت كثيرا .. لكني لم أعرف أبدا .. أحزانا تشبه أحزانك). واللحن يميل إلى التعبير أكثر من الطرب، وقد سار على إيقاع (الملفوف) السريع، ولا مجال هنا للتطريب مع هذا الإيقاع ولذا تتابع كلمات النص الشعري دون تطويل أو تلوين، وهو هنا يتبع الأسلوب الحديث فى تلحين القصيدة، ويحتفظ لحن المقطع الثالث بإيقاعه إلى أن يعود تدريجيا في نهايته إلى الهدوء المثير مع العودة إلى كلمة يا ولدي
 
المقطع الثالث: بدأ بلازمة موسيقية خاصة به ومن مقامه ، لكن هذا الجزء من مقام (الهزام) ثم يعود بعد إيقاع راقص بنفس طريقة العودة في المقاطع السابقة إلى الهدوء وإلى المقام الأساسي ، (النهاوند) نلاحظ سير النص على طريقة المونولوغ أي الاسترسال بلا مذهب وكوبليهات، إلا أن الملحن استعمل تكرار كلمة يا ولدي في نهاية المقاطع كبديل للمذهب حيث استخدم نفس اللحن كلما جاءت كلمة يا ولدي وكأنه رجع إلى البداية.
 
المقطع الرابع : موسيقى ثم يتحول المقام من مقام (مينير) إلى (ماجير) اى من (نهاوند إلى عجم) على نفس درجة الركوز وعلى إيقاع سريع أشبه بالسامبا. المفاجأة هنا أن هذا التحويل لم يوظف عند بدء الغناء وبدا منفصلا تماما عن الجو الغنائي، إذ أن اللحن بعد هذه الموسيقى النشطة إلى حد الصخب يهدأ تماما ويدخل جواً قريباً من الجو التعبيري السابق بصوت الرنين المكتوم لآلة الأورغ ليبدأ غناء هادئاً لا يتصاعد بعدها حتى نهاية اللحن ويتحول إلى إيقاع مركب وجمل طويلة البناء تتماشى مع طول الشطرة الشعرية في تقليدية تامة للحن والأداء من الجزء الثاني على مقام (بياتي النوا) المنتهي بجملة ( وستعرف بعد رحيل العمر أنك كنت تطارد خيط دخان) و سار اللحن يبطيء حتى تخلص تماما من الإيقاع، هل كان الفاصل الموسيقى غير مناسب للمقطع الغنائي أم أن الغناء هو الذي لم يتناسب مع ما سبقه من موسيقى؟ ثم ينتهى اللحن إلى الجملة الحرة (ليس لها عنوان) أعلى السلم الأساسي لمقام (النهاوند) في نهاية درامية حزينة .

القصيدة على وزن البحر (المتدارك) وهى (شعر حر)
جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب
يا ولدي
بصرت ونجمت كثيراً لكني لم أعرف أبداً فنجاناً يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيراً لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح .. وبرغم الجو الماطر والإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
يا ولدي
بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها .. من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها .. من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود .. مفقود
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحارا .. وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي ليس لها عنوان
أتمنى أن ينال اعجابكم هذا التحليل والشرح . خالص تحياتى / عبدالصمد عبده

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 منارة القلم الفصيح
تصميم : يعقوب رضا