الأحد، 13 مايو 2018

الجزء 26 من رواية عودة وانتقام للشاعر الأديب / ثروت كساب


الجزء 26 من روايتى عودة وانتقام
نجح سيف فيما سعى إليه وهو القضاء على ظاهرة الاعتماد على مجموعه من أجل أن يحققوا مبتغاهم من خلال البسطاء والعمل على فرض فكرهم وسيطرتهم من خلال اللعب على عدة اوتار رئيسية كوتر الجهل ووتر الفقر
 يستغلون تطبيق هذا الفكر فى المناطق الغير متحضرة فكريا فيستغلون طيبة الفلاح البسيط ويزرعون فى فكرة انهم أتوا ليطبقوا شرع الله وأنهم لايريدوا سوى نصرة الإسلام وهم بعيدين كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامى الحنيف لأن الدين الإسلامي من أهم ميزاته انه دين يستوعب الجميع فيستوعب المطيع والعاصى هو دين التسامح هو دين النصيحة
الدين الإسلامى كله مزايا لايمكن أن نذكرها كلها لأن العقيده الاسلاميه تحتاج لمجلدات للحديث عنها
عندما تواجدت الجماعات والشعب والطرق أوجدت الفرقه بين المسلمين
لذلك كان حرص سيف أن يحارب هذه الجماعة وقد أظهر عداوته بعدما وجد شقيقة الأصغر ينجرف لطريق مليء بالاشواك فحاربهم من أجل أن يعود شقيقة لرشدة
لكن شقيقة عاند نفسه وأستمر فى موقعة الجديد خلف القضبان
مرت الأعوام وتزيدت ثروة سيف الأمى العصامي الذى استطاع أن يحقق ماعجز عنه الكثيرون
 لم أقصد انه حقق الأموال فقط لكنه حقق حب الناس وثقتهم به فمن يريد شيء من أهالى قريته يلجأ إليه فلا ينهر أحد ولايستضعف أحد
كان يحنو على الجميع كبيرا وصغيرة
 خرج أنس من المعتقل بعد أن قضا أكثر من عامان ونصف العام داخل السجون متنقلا من سجن إلى آخر ومن زنزانة إلى أخرى فهل استوعب الدرس أم أنه يصر على عيادة
فقد أنس وظيفته وأصبح بلا عمل وإن كان فى اعتقادهم أن مايقوموا به هو الجهاد
 الجهاد وماادراك ماالجهاد الجهاد هو طريق للشهادة التى يريد أن ينالها من باع دنياه واشترى دينه فلا يفكر فى نفسه وقد يضحى بأعلى الأشياء من أجل أن ينال تلك الشهادة فللجهاد درجات وأعظم د جات الجهاد محاربة الأعداء من هم الأعداء انهم من يغتصبوا الأرض ويستحلوا العرض هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون الذى يجب أن نجاهد لردعهم وهم من يستحل دمائهم !
 هذا هو الجهاد الذى أمرنا به رب العالمين وحسنا عليه رسولنا الكريم
ذهب أنس لقادة الجماعة ليحققوا له ماوعدوا به ولأنهم لايرغبون فى معادات من ينتمون إليهم مهما كانت أخطاء هؤلاء فإنهم يحافظوا على قوامهم مع إعطاء دروس لمن أخطأ ويحاولوا أن يكسبوا ثقتهم من أجل أن ينالوا ولائهم
 لكن السؤال الآن هل أمرنا ديننا الحنيف أن نعادى كل من يختلف معنا فى فكرنا ...... أو أن نحارب كل من نختلف معهم فى حكم الاداراة؟
من الممكن أن نختلف ...... ومن الممكن أن نخطا ... هذا الأمر مقبول جدا
وقد تكون هذه الظاهرة ظاهرة صحيه !
لكن الاختلاف لايجعلنا نفقد الأخوة وننزع من قلوبنا الحنان ونقوم بالتدريب من أجل قتل الأبرياء حتى لو أن من قتل اذنب فى أمر يجب علينا النصح والإرشاد والعمل على محاربة الجهل حتى نستطيع بناء مجتمع متحضر لايستطيع أحد أن يخدعه مهما كانت المغريات !
فمن وكلك بسفك دم أخا لك !
هل ذنبه انه اختلف معك فى الفكر او فى العقيده ؟هل دينك أمرك بهذا ؟
فما أكرم من نبيا الذى أتى ليعلمنا السماحة ويعلمنا  الصبر تحمل كل انواع العذاب وتحمل وقاحة الكفار واهانتهم من أجل أن تصل الرساله التى حملها على عاتقه عامل الجميع باخلاقه فجعل كل من يتعامل معه يدخل الإسلام لحسن معاملته وخلقه الكريم لم يقتل ولم ينهر شرح الله صدره فعلمه وجعله معلم البشريه .
طلبوا من أنس عدم الاتصال بهم نهائيا بعد أن اعطوه بعض الأموال من أجل أن يقوم بعمل مشروع يستطيع العيش منه وقد فرضوا عليه بعض الأرباح التى يجب عليه إدخالها لهم كما يفعلون مع كل أتباعهم اتفق أنس على كل شيء وقام بالتوقيع على بعض الأوراق وهى عبارة عن عقود وبعض الضمانات التى تضمن لهم أموالهم .
 بعد أن علم سيف بخروج شقيقه توجه لمقابلة مأمور المركز ليقوم بأخذ بعض الضمانات بعدم التعرض له ولا لأسرته فقد يدفعه الانتقام لإيذائه أو إيذاء شقيقة طمأنه مأمور المركز بأنه لن يستطيع ايذائه لأنهم أخذوا عليه التعهدات اللازمة بالإضافة أن الجماعة التى ينتمى اليها لن تحسه على فعل ذلك لأنهم يجتنبوا الشبهات والوقوع فى موضع اﻻتهامات
 أطمأن سيف بعد مقابلة السيد المأمور وتوجه لممارسة عمله الذى أصبح يعتمد على عبد الله الذى استطاع أن يجعل منه تاجر شاطر مثل والده بالاضافه الى انه التحق بالتعليم وقد احب التعليم جدا فكانت سعادة سيف كبيره بسبب نجاحه فى أن يجعل نجله يتحمل المسؤلية من صغره
أنس قام بعمل محل لتجارة البذور الزراعية والأسمدة والكيماويات وبدأ فى العمل واستطاع خلال أشهر قليله أن يجنى ثمار تجارته فعلم أن التجارة هى طريق النجاح بدأ العمل وقد قام بتنفيذ وصية قادة الجماعة فلم يذهب إليهم ولم يتواصل معهم إلا عن طريق مندوب خاص بهم يرسلونه لو هناك اى تعليمات يريدوا إيصالها له
بعد فتره من خروجه كان أنس فى زيارة لأحد أعضاء الجماعة بقريته وهو الشيخ هلال فوقعت عين أنس على فاطمة ابنة الشيخ هلال وهو صديق أنس
كانت فاطمة رائعة الجمال عندما رآها وجدها تشبه إلى حد كبير حبيبته ساره كان هذا تخيله لكن الحقيقة أنها لم يكن هناك اى شبه بينها وبين ساره فبدأ يستعيد الذكريات
ولأن أنس بدأ فى التفكير فى الاستقرار قام بطلب الزواج من فاطمه
رحب الشيخ هلال بطلب أنس وقد رحبت فاطمة أيضا بطلب أنس وقد أتموا مراسم الزواج بعد مباركة أهل العروسة

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 منارة القلم الفصيح
تصميم : يعقوب رضا