الجمعة، 9 مارس 2018

شخصيات تركت في قلبي شئ (6) بقلم الشاعر / إبراهيم فهمي المحامي


شخصيات تركت في قلبي شئ (6 )
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت طفولته عجيبة إذ كتبت عليه الحرمان منذ نعومة أظافره ففي مرحلة الطفولة والمدرسة الإبتدائية القديمة تعرّض لحادث أثناء لعبه مع رفقاءه الأطفال لعبة كرة القدم ولكن كان مكان لعبهم أرض وعرة فسقط علي ركبته أثناء الجري ولسوء الرعاية الطبية آنذاك نتج عن ذلك أن حدثت عاهه مستديمة لقدمه فما عاد يثنيها منذ ذلك اليوم وطبعاً أدي ذلك إلى الحرمان الأول في حياته من اللعب مع أقرانه والجري والمرح وكان ذلك كثيراً ما يحزنه واعتبره سبباً لوئد أحلام كثيرة لمستقبله كان يتمنى تحقيقها .
وكان الحرمان الثاني في شبابه حين فقد أخيه الأكبر الذي كان يعتبره صديقه ومحل أسراره وفي نفس الوقت فقد أخته الوحيدة مصدر سعادته ورفقته .
وكان الحرمان الثالث بعد أن تزوج وكتب عليه الله سبحانه وتعالى أن يفقد 5 أبناء تباعاً ثلاث أولاد وبنتين 
كان كل ذلك كفيلاً أن يهزم أي رجل ويولّد داخله شعور باليأس والقنوط والعياذ بالله ولكن شخصيتنا إتجه إلى ربه ودعا واحتسب وصبر وحمد ربه علي أن أهداه زوجة صبورة معه تحمّلت معه العسر قبل اليسر ... البلاء قبل النعيم وكان الجزاء من الله أن رزقه بعد ذلك 6 أبناء ثلاث أولاد وثلاث بنات وكان فيهم العوض من الله .
مر بكثير من الإبتلاءات بعد ذلك التي لا يتحملها قلب ولكن دائماً بفطرة غريبة هو وزوجته يحتسبا الأمر عند الله ويصبرا واستطاع بالرزق الحلال أن يربي أولاده وأن يزوجهم جميعا عدا الأصغر إذ وافته المنيّة وقتها هو وزوجته .
كان مستمعاً ممتازاً للإذاعة جهاز الراديو لا يفارقه أسماء المقرءين جميعهم يعرفهم بمجرد سماع الصوت 
الأحداث التاريخيه يحفظها عن ظهر قلب أسماء الرؤساء والوزراء المصريين والعرب والأجانب كان يعرفهم جيداً وكانت لديه خبرة جيدة بأصول العائلات وفروعها والأنساب .
صداقته لمن هم أكبر سناً منه أعطته دراية ومعرفة بأمور كثيرة .
وكان مجلسه دائماً لا يخلو من أفاضل الناس الذين كانت لهم قيمة ومكانة بين الناس .
كان من يجهله لا يتوقع منه تلك الثقافة والذاكرة والتحليل لمجريات الأحداث وكأنه خبيراً متخصصاً 
كان كبيراً في كل شئ الثقافة والحكمة والهيبة والوقار .
كان من الجيل الذي كان حنانه لأولاده أفعال لا أقوال وتدليل كما يحدث في أيامنا هذه وأفسد حياة الأسر. 
جوانبه عديده وذكرياتي معه زاخرة ولكن أعتذر عن الإطالة فهذا مطلب أفاضل من بين حضراتكم هم من طلبوا مني الحديث عنه ولكن سأختم بنهاية رحلة الشخصية .
كان ذلك في عام 1995 م حين توفت الزوجة أولاً في 10/ 8/1995 م وكانت صدمة كبيرة للزوج فراق بعد أكثر من أربعين عاماً .... لم يكن هناك شئ أياً كان يفرق بينهما طوال تلك السنوات ولا ليلة واحدة ولكن جاء الموت وهو قدر الله ففرق بينهما .
لا أستطيع وصف كم الحزن الذي عانى منه الزوج بسبب ذلك لكنه كان يبتهل في دعاءه أثناء الصلاة أو أثناء خلوته أن يلحق بها كنت أسمعه يناجي ربه بذلك وما كنت لأصدق أحد إذا قال لي أن ذلك الرجل به كل هذه المشاعر وهذا الحنان وهذة الرحمة أين الهيبة ؟ وأين القوة التي كنت أشعر بها منه ؟
هؤلاء يا من تسألون عن المشاعر والحب والفالنتين لم يعرفوا هذه المسميات كألفاظ ولم يتعاملوا بها كألفاظ ولكن تعاملوا بعمق مع معانيها فكان أعظم وفاء وأعظم حب تحدّث عنه كل من كان قريب منهما إذ راضاه ربه وألحقه بوليفته في 25/10/1995 م حوالي شهرين ونصف فقط .
إنه والدي وأفتخر الحاج / فهمي إبراهيم بريّك جمعه رحمة الله عليه وعلى والدتي رمز من رموز العطاء والحنان والفطرة لم ينضب أبداً بشهادة الجميع . 
وإلي لقاء آخر إن شاء الله تعالى .
بقلمي / إبراهيم فهمي المحامي
1/3/2018

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 منارة القلم الفصيح
تصميم : يعقوب رضا