معنى الزواج .(1)
/محمد سعيد أبوالنصر
1-الزواج سنة إلهية :
1-الزواج سنة إلهية :
الزوجية سنة من سنن الله في الخلق والتكوين، وهي عامة مطردة، لا يشذ عنها عالم الإنسان، أو عالم الحيوان أو عالم النبات: { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) } [الذاريات: 49] {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)} [يس: 36]
وهي الأسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر، واستمرار الحياة، بعد أن أعدَّ كلا الزوجين وهيأهما ؛ بحيث يقوم كل منهما بدور إيجابي في تحقيق هذه الغاية: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [الحجرات: 13]
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } [النساء: 1]
ولم يشأ الله أن يجعل الإنسان كغيره من العوالم، فيدع غرائزه تنطلق دون وعي، ويترك اتصال الذكر بالأنثى فوضى لا ضابط له، بل وضع النظام الملائم لسيادته، والذي من شأنه أن يحفظ شرفه، ويصون كرامته ،فجعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالًا كريمًا، مبنيًا على رضاهما. وعلى إيجاب وقبول، كمظهرين لهذا الرضا. وعلى إشهاد، على أن كلا منهما قد أصبح للآخر. وبهذا وضع للغريزة سبيلها المأمونة، وحمى النسل من الضياع، وصان المرأة عن أن تكون كلاء مباحًا لكل راتع. ووضع نواة الأسرة التي تحوطها غريزة الأمومة وترعاها عاطفة الأبوة. فتنبت نباتا حسنًا، وتثمر ثمارها اليانعة. وهذا النظام هو الذي ارتضاه الله، وأبقى عليه الاسلام، وهدم كل ما عداه.
وهي الأسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر، واستمرار الحياة، بعد أن أعدَّ كلا الزوجين وهيأهما ؛ بحيث يقوم كل منهما بدور إيجابي في تحقيق هذه الغاية: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [الحجرات: 13]
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } [النساء: 1]
ولم يشأ الله أن يجعل الإنسان كغيره من العوالم، فيدع غرائزه تنطلق دون وعي، ويترك اتصال الذكر بالأنثى فوضى لا ضابط له، بل وضع النظام الملائم لسيادته، والذي من شأنه أن يحفظ شرفه، ويصون كرامته ،فجعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالًا كريمًا، مبنيًا على رضاهما. وعلى إيجاب وقبول، كمظهرين لهذا الرضا. وعلى إشهاد، على أن كلا منهما قد أصبح للآخر. وبهذا وضع للغريزة سبيلها المأمونة، وحمى النسل من الضياع، وصان المرأة عن أن تكون كلاء مباحًا لكل راتع. ووضع نواة الأسرة التي تحوطها غريزة الأمومة وترعاها عاطفة الأبوة. فتنبت نباتا حسنًا، وتثمر ثمارها اليانعة. وهذا النظام هو الذي ارتضاه الله، وأبقى عليه الاسلام، وهدم كل ما عداه.
2- معنى كلمة الأسرة :
كلمة (الأسرة) مأخوذة من الأسر بمعنى الشدة والقوة والتجمع والاتحاد ويقال: شد الله _تعالى _أسر فلان، أي: قواه، وأحكم خلقه، وهيأ له الأعوان الذين يؤيدونه وينصرونه ، ويقال :جاء الطلاب إلى دور المعلم بأسرهم ،بمعنى جاءوا جميعًا دون أن يتخلف منهم أحد. قال تعالى {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)} [الإنسان: 28] أي :نحن الذين خلقنا الناس جميعا بقدرتنا، ونحن الذين قوينا وأحكمنا خلقهم، بأن منحناهم العقل والسمع والبصر، وربطنا بين أعضاء أجسامهم ربطا متقنا قويما
وكلمة الأسرة تطلق على الجماعة التي يربطها أمر مشترك بين أفرادها ، سواء أكان هذا الأمر يتعلق بصلة الرحم بينهم ،أم بصلة المصاهرة، أم بغير ذلك. كما تطلق هذه الكلمة على الزوجين، وما يتولد عنهما من أولاد وأحفاد.......
والأسرة : هي الركن الأساسي في بناء كل مجتمع أو أمة ..... بل إن القرآن الكريم قد أخبرنا بأن الإنسانية كلها ، قد أوجدها –سبحانه – بقدرته من أسرة واحدة، قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1]
والمعنى :يأيها الناس أخلصوا عبادتكم لله-تعالى –وحده، فهو الذى خلقكم جميعا من نفس واحدة هي نفس (آدم) عليه السلام – وخلق منها زوجها وهى (حواء) ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرا، ونساء كثيرات ......
ومن سنن الله تعالى في خلقه :أن المجتمع الذى تكثر فيه الأسر العاقلة الرشيدة ،ينتشر فيه الخير والأمان والرخاء ،وأن تكون كلمته هي العليا........ ومن أجل ذلك عنيت شريعة الإسلام بالأسرة أتم العناية وأكملها ، ووضعت لها من الأحكام والتشريعات والواجبات والآداب ،ما يزيدها سعادة وقوة ،وما يجعل أفرادها متى اتبعوا هذه الارشادات، يعيشوا في أمان واطمئنان
3- معنى كلمة (الزواج)
كلمة (الزواج) فمعناها لغة : الازدواج ،والاقتران ،والارتباط ،وضد الزواج :الانفراد. وضد الزوج :الفرد. يقال : زَوَّجَ الرجل متاعه ،إذا قرن بعضه ببعض، وربط بين أجزائه، ومنه قوله -سبحانه وتعالى-: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)} [التكوير: 7] أي :و إذا النفوس قرنت بأبدانها وبأشباهها يوم القيامة للحساب والجزاء. ويدخل تحت هذا المعنى :عَقْدُ القِرَان. أي : عقد اقتران الزوجين أحدهما بالآخر ،وارتباطهما ارتباطًا شرعًيا ،ويقصد به السَكَن والائتناسُ، والإنجابُ ،واستمتاعُ أحدُهما بالآخر . وقد تكرر لفظُ (زَوْج)ومشتقاته في القرآن الكريم ،للدلالة على اقتران الرجل بالمرأة اقترانًا شرعيًا أحله الله تعالى .... ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } [البقرة: 35]
وقوله –سبحانه-: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)} [المجادلة: 1]
وقوله – عز وجل – {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20)} [النساء: 20] أي: وإن أردتم-أيها المسلمون-الزواج بامرأة، مكان امرأة أخرى قد فارقتموها بعد أن دفعتم لها مهرًا كبيرًا، ومالًا كثيرًا ،فلا تأخذوا من هذا المال الكثير شيئًا، لأنَّ المفارقة كانت من جانبكم...
والخلاصة أن كلمة ((الزَّواج)) لا تطلق شرعًا إلا على العَقِد الشرعي الذي حددت شريعة الإسلام أركانه وشروطه وآدابه، والذي بعد تمامه أحل الله-تعالى- للزوجين أن يتمتع كل واحد منهما بصاحبه بالطريقة التي فصلت أحكامها شريعة الإسلام.
4- تعريف الزواج في الاصطلاح:
عرف بعضُ الفقهاء الزواج بأنه عقد يتم بين الرجل والمرأة ، يباح بمقتضاه لكل منهما الاستمتاعُ بالأخر ، وتبادلُ المنافع بينهما على الوجه المشروع
5- تعريف النكاح:
وأما كلمة((النكاح))فمعناها لغة: الضَّم ،والميْلُ، والمخالطة... يقال: نكحَ المطرُ الأرضَ، أي: اختلط بترابها، ويقال: تناكحتِ الأشجارُ، أي: انضم بعضها إلى بعض، وعانق بعضها بعضًا.
ومعناها شرعًا يتفق مع معنى الزواج، إذ كِلاَ اللفظين يدل على ارتباط الرجل بالمرأة، ارتباطًا شرعيًا يُقصَد به الاستمتاعُ والأنجابُ وقضاءُ الشهوة التي أحلها الله- تعالى- والتعاون فيما بينهما على تحقيق الحياة الإنسانية الكريمة. .
فالنكاح شرعاً: عقد يتضمن إباحة استمتاع كل من الزوجين بالآخر، على الوجه المشروع.
وقد استعمل القرآن الكريم لفظ النكاح بمعنى الزواج في كثيرا من آياته، ومن ذلك قوله- تعالى-: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)} [النور: 32] والمعنى: زَوِّجُوا- أيها المؤمنون- من لا زَوْجَ له من الرجال أو النساء، ويسروا لهم هذا الأمر ولا تعسّروه...و زَوِّجُوا - أيضَا- الصالحين من خدمكم ولا يمنعكم فقرُهم من زواجهم، فإنهم إن يكونوا فقراء اليوم، فلعل الله- تعالى- أن يغنيهم في الحال أو الاستقبال...
وقال- سبحانه-: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ (221)} [البقرة: 221] أي: ولا تتزوجوا- أيها المؤمنون- النساءَ المشركات حتى يؤمنَّ ويدخلن في دين الإسلام...
وقال-عز وجل- {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3)} [النساء: 3] أي: وإن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى النساء إذا تزوجتم بهن، فاتركوا الزواج بهن، وتزوجوا بغيرهن ، مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ، فإن خفتم ألا تعدلوا فاكتفوا بزوجة واحدة.
6- أدلة مشروعية النكاح:
الأصل في مشروعية النكاح: الكتاب والسنة والإجماع.
فقد دل على مشروعية النكاح آيات كثيرة: منها قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) [النساء: 3]. وقوله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) [النور: 32]. الأيامى جمع أيم وهو من لا زوج له من الرجال، ومن لا زوج لها من النساء.
وأحاديث كثيرة، منها حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء) الباءة: النكاح والتزوج، والمقصود هنا: تكاليف الزواج ومؤنه. والمراد بالصوم وجاء: أي قاطع لشهوة النكاح.
وحديث معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم)
وقد أجمع المسلمون على مشروعية النكاح.
كلمة (الأسرة) مأخوذة من الأسر بمعنى الشدة والقوة والتجمع والاتحاد ويقال: شد الله _تعالى _أسر فلان، أي: قواه، وأحكم خلقه، وهيأ له الأعوان الذين يؤيدونه وينصرونه ، ويقال :جاء الطلاب إلى دور المعلم بأسرهم ،بمعنى جاءوا جميعًا دون أن يتخلف منهم أحد. قال تعالى {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)} [الإنسان: 28] أي :نحن الذين خلقنا الناس جميعا بقدرتنا، ونحن الذين قوينا وأحكمنا خلقهم، بأن منحناهم العقل والسمع والبصر، وربطنا بين أعضاء أجسامهم ربطا متقنا قويما
وكلمة الأسرة تطلق على الجماعة التي يربطها أمر مشترك بين أفرادها ، سواء أكان هذا الأمر يتعلق بصلة الرحم بينهم ،أم بصلة المصاهرة، أم بغير ذلك. كما تطلق هذه الكلمة على الزوجين، وما يتولد عنهما من أولاد وأحفاد.......
والأسرة : هي الركن الأساسي في بناء كل مجتمع أو أمة ..... بل إن القرآن الكريم قد أخبرنا بأن الإنسانية كلها ، قد أوجدها –سبحانه – بقدرته من أسرة واحدة، قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1]
والمعنى :يأيها الناس أخلصوا عبادتكم لله-تعالى –وحده، فهو الذى خلقكم جميعا من نفس واحدة هي نفس (آدم) عليه السلام – وخلق منها زوجها وهى (حواء) ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرا، ونساء كثيرات ......
ومن سنن الله تعالى في خلقه :أن المجتمع الذى تكثر فيه الأسر العاقلة الرشيدة ،ينتشر فيه الخير والأمان والرخاء ،وأن تكون كلمته هي العليا........ ومن أجل ذلك عنيت شريعة الإسلام بالأسرة أتم العناية وأكملها ، ووضعت لها من الأحكام والتشريعات والواجبات والآداب ،ما يزيدها سعادة وقوة ،وما يجعل أفرادها متى اتبعوا هذه الارشادات، يعيشوا في أمان واطمئنان
3- معنى كلمة (الزواج)
كلمة (الزواج) فمعناها لغة : الازدواج ،والاقتران ،والارتباط ،وضد الزواج :الانفراد. وضد الزوج :الفرد. يقال : زَوَّجَ الرجل متاعه ،إذا قرن بعضه ببعض، وربط بين أجزائه، ومنه قوله -سبحانه وتعالى-: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)} [التكوير: 7] أي :و إذا النفوس قرنت بأبدانها وبأشباهها يوم القيامة للحساب والجزاء. ويدخل تحت هذا المعنى :عَقْدُ القِرَان. أي : عقد اقتران الزوجين أحدهما بالآخر ،وارتباطهما ارتباطًا شرعًيا ،ويقصد به السَكَن والائتناسُ، والإنجابُ ،واستمتاعُ أحدُهما بالآخر . وقد تكرر لفظُ (زَوْج)ومشتقاته في القرآن الكريم ،للدلالة على اقتران الرجل بالمرأة اقترانًا شرعيًا أحله الله تعالى .... ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } [البقرة: 35]
وقوله –سبحانه-: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)} [المجادلة: 1]
وقوله – عز وجل – {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20)} [النساء: 20] أي: وإن أردتم-أيها المسلمون-الزواج بامرأة، مكان امرأة أخرى قد فارقتموها بعد أن دفعتم لها مهرًا كبيرًا، ومالًا كثيرًا ،فلا تأخذوا من هذا المال الكثير شيئًا، لأنَّ المفارقة كانت من جانبكم...
والخلاصة أن كلمة ((الزَّواج)) لا تطلق شرعًا إلا على العَقِد الشرعي الذي حددت شريعة الإسلام أركانه وشروطه وآدابه، والذي بعد تمامه أحل الله-تعالى- للزوجين أن يتمتع كل واحد منهما بصاحبه بالطريقة التي فصلت أحكامها شريعة الإسلام.
4- تعريف الزواج في الاصطلاح:
عرف بعضُ الفقهاء الزواج بأنه عقد يتم بين الرجل والمرأة ، يباح بمقتضاه لكل منهما الاستمتاعُ بالأخر ، وتبادلُ المنافع بينهما على الوجه المشروع
5- تعريف النكاح:
وأما كلمة((النكاح))فمعناها لغة: الضَّم ،والميْلُ، والمخالطة... يقال: نكحَ المطرُ الأرضَ، أي: اختلط بترابها، ويقال: تناكحتِ الأشجارُ، أي: انضم بعضها إلى بعض، وعانق بعضها بعضًا.
ومعناها شرعًا يتفق مع معنى الزواج، إذ كِلاَ اللفظين يدل على ارتباط الرجل بالمرأة، ارتباطًا شرعيًا يُقصَد به الاستمتاعُ والأنجابُ وقضاءُ الشهوة التي أحلها الله- تعالى- والتعاون فيما بينهما على تحقيق الحياة الإنسانية الكريمة. .
فالنكاح شرعاً: عقد يتضمن إباحة استمتاع كل من الزوجين بالآخر، على الوجه المشروع.
وقد استعمل القرآن الكريم لفظ النكاح بمعنى الزواج في كثيرا من آياته، ومن ذلك قوله- تعالى-: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)} [النور: 32] والمعنى: زَوِّجُوا- أيها المؤمنون- من لا زَوْجَ له من الرجال أو النساء، ويسروا لهم هذا الأمر ولا تعسّروه...و زَوِّجُوا - أيضَا- الصالحين من خدمكم ولا يمنعكم فقرُهم من زواجهم، فإنهم إن يكونوا فقراء اليوم، فلعل الله- تعالى- أن يغنيهم في الحال أو الاستقبال...
وقال- سبحانه-: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ (221)} [البقرة: 221] أي: ولا تتزوجوا- أيها المؤمنون- النساءَ المشركات حتى يؤمنَّ ويدخلن في دين الإسلام...
وقال-عز وجل- {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3)} [النساء: 3] أي: وإن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى النساء إذا تزوجتم بهن، فاتركوا الزواج بهن، وتزوجوا بغيرهن ، مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ، فإن خفتم ألا تعدلوا فاكتفوا بزوجة واحدة.
6- أدلة مشروعية النكاح:
الأصل في مشروعية النكاح: الكتاب والسنة والإجماع.
فقد دل على مشروعية النكاح آيات كثيرة: منها قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) [النساء: 3]. وقوله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) [النور: 32]. الأيامى جمع أيم وهو من لا زوج له من الرجال، ومن لا زوج لها من النساء.
وأحاديث كثيرة، منها حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء) الباءة: النكاح والتزوج، والمقصود هنا: تكاليف الزواج ومؤنه. والمراد بالصوم وجاء: أي قاطع لشهوة النكاح.
وحديث معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم)
وقد أجمع المسلمون على مشروعية النكاح.
ليتهم يعلمون
ردحذفجزاكم الله خيرا
وجعل كل علم تفيدنا به في ميزان حسناتك