الأدباء و جبل الجليد
_._._._._._._._._._
علماء الفيزياء، و الجيولوجيا ، يحدثونا، عن ، أجزاء الجبال الصخرية و الجليدية، و يقولون أن ، جبل الصخر، الظاهر على سطح الكرة الأرضية، له ، مقابل تحت سطح الأرض بضعف حجمه، و نفس الكلام يقال عن جبل الجليد الطافي فوق سطح الماء.
في عالمنا المعاصر، هناك أحزاب و تيارات سياسية، تشكل السياسة لها، الجانب الأهم في تمويلها،سواءا أكان ذلك التمويل ، قانوني و شرعي أو محرم ، وغير متوافق عليه قانونيا، وهناك ، أحزاب، لا تملك ، فكرا و لا توجيها، لكنها، أحزاب مأجورة، يدفع لها، لتؤدي واجبها في الفساد و الإفساد من خلال الفكر المنحرف الذي ، تقدمه و تظهره للقارئ أو للمشاهد.
و لعل هذا هو أحد التفسيرات و التعليلات لوجود، أشباه أدباء و أشباه شعراء، يتصدرون غالبية المشاهد الثقافية و الإعلامية ، كحالة ،إحدى الشاعرات ، التي، هالني، حضورها الكبير، و ، التسليط الإعلامي، عليها، و تركيز الضوء على إنتاجها ، و هي التي ، لا يجد القارئ في مقالاتها ،و خواطرها، و أشعارها المزعومة ، سوى، معاني ، توجز بكلمة أو كلمتين، من حجم "أنا أتوضاء بالماء " ، "والدي و أمي إنسانين كريمين" ، و بقية، كلماتها في قصيدتها، لا تفرق عن إجترار، و أخذ و رد و تكرار لنفس المعاني، في كلمات جوفاء
في، قرآتي ، المتواضعة ، للعالم الكبير، عملاق الأدب العربي ، العقاد، أجد في نفسي، رجفة ، قوية، و خوفا متواصلا، من ، زخم المادة العلمية التي، يركزها ، في، كلماته ، ومقالاته ، المصاغة، بلغة لا تختلف كثيرا عن لغة الجاحظ ، وابن قيم الجوزية ، و الطبري ، و إبن فارس
لكني، مع ، شاعرتنا، "المتوضأة بالماء البارد" أتعرف إلى، معنى، أن ، لا يجد القارئ من نفسه ، رغبة في القراءة، لأنه، عندما، يشاهد ، التركيز الإعلامي، على هذه الشاعرة، و الأديبة، و تصدرها، للندوات و للمؤتمرات، يحسب أنها، ما نالت هذه المنزلة، إلا لضخامة ذخيرتها الأدبية و الثقافية، فإذا، أقبل على ،إحدى قصائدها، أو إحدى ، مقالاتها، تصدع رأسه، لأنه، لم، يجد في ثنايا صفحة أو صفحتين من كلام الإنشاء الأجوف لها ، سوى، سعادتها لأنها تتوضأ بالماء
و لعل هذه الصورة، الظاهرة ، تتكامل، مع، كون ، هذه المرأة ، تنتمي ، لحزب سياسي، ذي صبغة دينية، تبنى هذه الكاتبة ، ليس لإبداعها ، وليس لحجم ثقافتها، و لرقي ، موهبتها الشعرية، بل ، لأنها، هي ، الأقل ، سوءا بين ، نظيراتها المنتميات لنفس ذلك الحزب ....
في ، ذاكرتي ، كثيرا ما ، أستذكر و أكرر، قصة، كاتب صحفي، من حزب ، ليبرالي ، ومن ، أصحاب الفكر، الإلحادي تقريبا ، لكنه، و الحق يقال، كان صاحب، مبادئ و صاحب، عقيدة، آمن بها، و أخلص لها، و هذه، ميزة تحسب له، كمفكر، لكنها، عقبة كؤود، و مفازة ، تهلك صاحب العقل، فتباعد بينه و بين الذهب، وبين، أن، ينال ، كرسيا، يليق بفكره و بمنزلته
كان ، صاحبنا، الملحد هذا، متخصصا ، في، دراسة بعض الأحزاب السياسية، و كثير ، التتبع ، للقضية الفلسطينية، وهو فوق ذلك، قارئ ، متمكن من لغات أخرى ، سوى اللغة العربية
جاءه ،أحدهم ، في أحد الأيام، و طلب منه، أن، ينضد ، مقالات، من تخصصه، لكنها، تحيد، بل تعارض ، مبادئه، فرفض بكبرياء المفكر النبيل ،لا بل ظل، يكتب ، في النقيض مما أغري بلغة المال حتى يكتب فيه
و كنت ، أعلم ، بل ، كنت على يقين، بأن ، كاتبا، من هذا النوع، لن يحلم، بأن ، يمتلك ولو شقة متواضعة ، من تلك التي، يقدر، على إقتنائها، بائع الخضار، و تاجر الأحذية، و فعلا، فقد صدق حدسي، فمات، هذا الكاتب، صاحب المبادئ ، و ما ، تمكن يوما من شراء ، شقة متواضعة، تؤي إسرته إليها، بعد موته
و لكم، تمنيت، في قرارة نفسي، لو، تجشم، هذا الكاتب، قبل رحيله، لأن يكتب مقالة، يتوضأ فيها بالندى، عسى، أن ينال ، ما قد ناله، أشباه الشعراء و أشباه المثقفين
في ، أحصائيات، الدخول الكبرى، في جمهورية مصر العربية، تأتي، قائمة من أسماء ، بعض الصحفيين، لتتصدر القائمة، ومع ، مرور سريع على ، تاريخ و أسماء، كتاب الصحافة، من أمثال، عبد العزيز جاويش رحمه الله، و محمد جلال كشك ، و عباس محمود العقاد ، مرورا بهيكل ، سنجد أن، القائمة، ستتعرض، لتذبذبات، كبيرة، ما بين مدخراتهم و مدخولاتهم المالية يوم كانوا يكسبون رزقهم من ثمار أقلامهم و إنتاجهم الفكري
الكاتب الصحفي، المنتمي، لحزب سياسي محدد ، تكون غالبية كتاباته ،إن كانت مقالة أو خاطرة، أو ورقة بحثية أو خطبة حتى، تصب في ، التلميع ، و الدفاع عن حزبه الذي، يدفع له مرتبه ، نهاية كل شهر
الكاتب، يكتب، وهو مقيد ، بقيود الحزب الأدبية و الفكرية ، و يقابل الحزب الخير بمثله، فييبرزه ، و يسلط عليه الضوء، و يخصص له ، ساعات ، يتصدر فيها للحديث ، على أنه ، كاتب و ضيف كريم، إستضيف لأنه يمتلك ثقافة رفيعة، و ذكاء متقد ، وهذا يقابل ، الجزء الظاهر من جبل الجليد
لكن ، كاتبنا، هذا، سيضع ضميره في البراد، و سيحرف النصوص التي، تنتقد حزبه، و سيجد ، ألف ، مسوغ و مبرر، لموبقات، و مخازي حزبه الذي، ينتمي ، إليه، و هذا هو الجزء المغمور بالماء من جبل الجليد
هذه ، الأفكار، تنابني كثيرا، حين، أقرأ، قصائد، صيغة بأجزل العبارات، و أفصح الكلمات، صاغتها و أبدعتها، قرائح لشعراء، لم، أسمع بهم يوما ، على أثير ، برامج المحطات الثقافية، مقابل، شعوري، بالضيق و الحنق، حين، أجد، أشخاصا، توسد لهم، مسؤليات، إدارة مجلات، و منتديات، بل، و يقدم لهم، الدعم المالي، ليدخلوا إنتخابات يخوضونها كل بحسبه، و تسوق ، صورهم، على أنهم ، شعراء و أدباء و مفكرون، يكتبون مقالة من صفحتين خلاصتها " أبي شخص طيب و أمي عجوز محظوظة لأنها أنجبت عبقريتي
_._._._._._._._._._._
ناصر احمد الشريف
_._._._._._._._._._
علماء الفيزياء، و الجيولوجيا ، يحدثونا، عن ، أجزاء الجبال الصخرية و الجليدية، و يقولون أن ، جبل الصخر، الظاهر على سطح الكرة الأرضية، له ، مقابل تحت سطح الأرض بضعف حجمه، و نفس الكلام يقال عن جبل الجليد الطافي فوق سطح الماء.
في عالمنا المعاصر، هناك أحزاب و تيارات سياسية، تشكل السياسة لها، الجانب الأهم في تمويلها،سواءا أكان ذلك التمويل ، قانوني و شرعي أو محرم ، وغير متوافق عليه قانونيا، وهناك ، أحزاب، لا تملك ، فكرا و لا توجيها، لكنها، أحزاب مأجورة، يدفع لها، لتؤدي واجبها في الفساد و الإفساد من خلال الفكر المنحرف الذي ، تقدمه و تظهره للقارئ أو للمشاهد.
و لعل هذا هو أحد التفسيرات و التعليلات لوجود، أشباه أدباء و أشباه شعراء، يتصدرون غالبية المشاهد الثقافية و الإعلامية ، كحالة ،إحدى الشاعرات ، التي، هالني، حضورها الكبير، و ، التسليط الإعلامي، عليها، و تركيز الضوء على إنتاجها ، و هي التي ، لا يجد القارئ في مقالاتها ،و خواطرها، و أشعارها المزعومة ، سوى، معاني ، توجز بكلمة أو كلمتين، من حجم "أنا أتوضاء بالماء " ، "والدي و أمي إنسانين كريمين" ، و بقية، كلماتها في قصيدتها، لا تفرق عن إجترار، و أخذ و رد و تكرار لنفس المعاني، في كلمات جوفاء
في، قرآتي ، المتواضعة ، للعالم الكبير، عملاق الأدب العربي ، العقاد، أجد في نفسي، رجفة ، قوية، و خوفا متواصلا، من ، زخم المادة العلمية التي، يركزها ، في، كلماته ، ومقالاته ، المصاغة، بلغة لا تختلف كثيرا عن لغة الجاحظ ، وابن قيم الجوزية ، و الطبري ، و إبن فارس
لكني، مع ، شاعرتنا، "المتوضأة بالماء البارد" أتعرف إلى، معنى، أن ، لا يجد القارئ من نفسه ، رغبة في القراءة، لأنه، عندما، يشاهد ، التركيز الإعلامي، على هذه الشاعرة، و الأديبة، و تصدرها، للندوات و للمؤتمرات، يحسب أنها، ما نالت هذه المنزلة، إلا لضخامة ذخيرتها الأدبية و الثقافية، فإذا، أقبل على ،إحدى قصائدها، أو إحدى ، مقالاتها، تصدع رأسه، لأنه، لم، يجد في ثنايا صفحة أو صفحتين من كلام الإنشاء الأجوف لها ، سوى، سعادتها لأنها تتوضأ بالماء
و لعل هذه الصورة، الظاهرة ، تتكامل، مع، كون ، هذه المرأة ، تنتمي ، لحزب سياسي، ذي صبغة دينية، تبنى هذه الكاتبة ، ليس لإبداعها ، وليس لحجم ثقافتها، و لرقي ، موهبتها الشعرية، بل ، لأنها، هي ، الأقل ، سوءا بين ، نظيراتها المنتميات لنفس ذلك الحزب ....
في ، ذاكرتي ، كثيرا ما ، أستذكر و أكرر، قصة، كاتب صحفي، من حزب ، ليبرالي ، ومن ، أصحاب الفكر، الإلحادي تقريبا ، لكنه، و الحق يقال، كان صاحب، مبادئ و صاحب، عقيدة، آمن بها، و أخلص لها، و هذه، ميزة تحسب له، كمفكر، لكنها، عقبة كؤود، و مفازة ، تهلك صاحب العقل، فتباعد بينه و بين الذهب، وبين، أن، ينال ، كرسيا، يليق بفكره و بمنزلته
كان ، صاحبنا، الملحد هذا، متخصصا ، في، دراسة بعض الأحزاب السياسية، و كثير ، التتبع ، للقضية الفلسطينية، وهو فوق ذلك، قارئ ، متمكن من لغات أخرى ، سوى اللغة العربية
جاءه ،أحدهم ، في أحد الأيام، و طلب منه، أن، ينضد ، مقالات، من تخصصه، لكنها، تحيد، بل تعارض ، مبادئه، فرفض بكبرياء المفكر النبيل ،لا بل ظل، يكتب ، في النقيض مما أغري بلغة المال حتى يكتب فيه
و كنت ، أعلم ، بل ، كنت على يقين، بأن ، كاتبا، من هذا النوع، لن يحلم، بأن ، يمتلك ولو شقة متواضعة ، من تلك التي، يقدر، على إقتنائها، بائع الخضار، و تاجر الأحذية، و فعلا، فقد صدق حدسي، فمات، هذا الكاتب، صاحب المبادئ ، و ما ، تمكن يوما من شراء ، شقة متواضعة، تؤي إسرته إليها، بعد موته
و لكم، تمنيت، في قرارة نفسي، لو، تجشم، هذا الكاتب، قبل رحيله، لأن يكتب مقالة، يتوضأ فيها بالندى، عسى، أن ينال ، ما قد ناله، أشباه الشعراء و أشباه المثقفين
في ، أحصائيات، الدخول الكبرى، في جمهورية مصر العربية، تأتي، قائمة من أسماء ، بعض الصحفيين، لتتصدر القائمة، ومع ، مرور سريع على ، تاريخ و أسماء، كتاب الصحافة، من أمثال، عبد العزيز جاويش رحمه الله، و محمد جلال كشك ، و عباس محمود العقاد ، مرورا بهيكل ، سنجد أن، القائمة، ستتعرض، لتذبذبات، كبيرة، ما بين مدخراتهم و مدخولاتهم المالية يوم كانوا يكسبون رزقهم من ثمار أقلامهم و إنتاجهم الفكري
الكاتب الصحفي، المنتمي، لحزب سياسي محدد ، تكون غالبية كتاباته ،إن كانت مقالة أو خاطرة، أو ورقة بحثية أو خطبة حتى، تصب في ، التلميع ، و الدفاع عن حزبه الذي، يدفع له مرتبه ، نهاية كل شهر
الكاتب، يكتب، وهو مقيد ، بقيود الحزب الأدبية و الفكرية ، و يقابل الحزب الخير بمثله، فييبرزه ، و يسلط عليه الضوء، و يخصص له ، ساعات ، يتصدر فيها للحديث ، على أنه ، كاتب و ضيف كريم، إستضيف لأنه يمتلك ثقافة رفيعة، و ذكاء متقد ، وهذا يقابل ، الجزء الظاهر من جبل الجليد
لكن ، كاتبنا، هذا، سيضع ضميره في البراد، و سيحرف النصوص التي، تنتقد حزبه، و سيجد ، ألف ، مسوغ و مبرر، لموبقات، و مخازي حزبه الذي، ينتمي ، إليه، و هذا هو الجزء المغمور بالماء من جبل الجليد
هذه ، الأفكار، تنابني كثيرا، حين، أقرأ، قصائد، صيغة بأجزل العبارات، و أفصح الكلمات، صاغتها و أبدعتها، قرائح لشعراء، لم، أسمع بهم يوما ، على أثير ، برامج المحطات الثقافية، مقابل، شعوري، بالضيق و الحنق، حين، أجد، أشخاصا، توسد لهم، مسؤليات، إدارة مجلات، و منتديات، بل، و يقدم لهم، الدعم المالي، ليدخلوا إنتخابات يخوضونها كل بحسبه، و تسوق ، صورهم، على أنهم ، شعراء و أدباء و مفكرون، يكتبون مقالة من صفحتين خلاصتها " أبي شخص طيب و أمي عجوز محظوظة لأنها أنجبت عبقريتي
_._._._._._._._._._._
ناصر احمد الشريف
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق