الأحد، 22 يوليو 2018

بالدار جي كده ..... بقلم الكاتبة / مروة أبوالريش

#بالدارجي_كده
.
.
.
 في وقت متأخر من الليل.. و من عمري كمان.. شوية كلام على شوية أنغام ذكرتني أيام ليها نكهة مميزة.. أيام كنت تقريباً نسيتها لكن جواهر وهي بتقول (ع الكورنيش عز الظهرية.. ع الكورنيش على وش الميه) سحبتني من رصيف الكورنيش لأعماق الذكريات.. فعلاً حياتي جميلة يا جماعة.. لما الواحد يتولد بين جيلين ويكون حلقة وصل بين القديمة و الجديد بتكون ألوانه مبهجة.. في فترة من الفترات التلفزيون ما كان ذا قيمة كبيرة بالنسبة لي لسبب واحد وهو إنه ما كان فيه غير القناة الأرضية ، ولما أقول لكم إني كنت بنتظر بابا فرحان وطاش ما طاش من رمضان لرمضان كتيرين ح يعرفوا أنا نشأت وين!! فجأة كده انتقلنا من عصر لعصر وظهر الأتاري (أخو البلايستيشن الكبير) و كانت لعبة سوبر ماريو معشوقة الجماهير ، لعبة لا تُمل حتى لو لعبتها مية مرة برضو ح تستمتع بيها كأنك بتلعبها أول مرة (إلا إذا لعبتوها نفرين وكنت إنت لويجي غالباً ما ح يجي دورك أصلاً) وظهر الدش في التسعينات وكان طفرة كده يعني كأني نطيت من الأرض للدور الخامس عارفين كيف بعد ما كان التلفزيون صندوق ممل بيعرض أفلام الكرتون في أوقات محددة و بالليل بيوقف أصلاً ما بيعرض شي جاء الدش وقال للقنوات الأرضية (شوية وسعوا لي) وقعد في الصدارة واستلم المجلس والقنوات الأرضية المسكينة بقت مهمشة..
بتذكر مسلسلات الزمن الجميل.. سواء كانت دراما أو كرتون.. من أجل غدي وضمير أبلة حكمت وخالتي قماشة وإلى أبي وأمي مع التحية وخرج ولم يعد.. و بعد ما ظهر الدش وصلتنا قناة السودان أمتعتنا بمسلسل دكين وإنهم مسؤوليتي ودهباية ومتاعب.. و كطفلة جذبتني توم وجيري وباباي وليدي ليدي وسالي وفلونة و الكرتون اللي لحد الآن ما قادرة أفهمه عدنان ولينا.. وما بنسى وائل كفوري لما سأل نوال الزغبي (رد علي وقولي مين حبيبي أنا..) وهي قالت له (إنت اللي بحبه أنا..) لكنها رجعت واستكترت دموعها على حبيبها وقالت له (ماندم عليك دمع الندم غالي) وكان عاصي الحلاني ماشي إن صح القول على غير هدى و رجلينه أخدته لبيتها فقال لها (وأنا مارق مريت.. جنب أبواب البيت) و كمل طريقه سرحان واصطدم كتفه بكتف إيهاب توفيق اللي كان راجع من السفر مستعجل فاعتذروا لبعض وكل واحد كمل طريقه ، إيهاب وصل البيت و اكتشف إن حبيبته اتزوجت حس بحزن عميق وقال (ملهمش في الطيب.. يا قلبي يا طيب) وعلى ما يبدو إن حبيبة إيهاب توفيق بتقرب لحبيبة راشد الماجد لأن التاني برضو خلته حبيبته لكن شكلها ندمت ورجعت فقال لها راشد (يا ناسينا يا ناسينا.. وش اللي ذكرك فينا.. ترانا ما توقعنا بعد هالغيبة تجينا) فجأة كده جن الليل وظهر قمر عيونه زرق وغمز وقال (السود عيونه دوبتني.. وف ليل غرامه غلبتني)
و زي ما للجمال مواطن صخب وتجمهر كمان له منابر سكينة وتفرد كانت بتخليني أتمايل طرباً لما أسمع عقد الجلاد بيقولوا (من أم در يا ربوع سودانا.. نحييك وإنت كل آمالنا) وحسيت بالفخر في كل مرة قالوا فيها (الناس في بلدي يصنعون الحب.. كلامهم أنغام.. ولونهم بسام.. وحين يتقابلون ينطقون بالسلام.. عليكم السلام)
وما عارفة ليه فجأة بقى كل شي سريع.. ظهر الكمبيوتر وحل مشاكل كتيرة بسرعة.. حسابات وطباعة وحافظ ملفات كله بيعمله في ثواني .. و الدنيا بقت تجري مع التطور بسرعة وأنا أجري وراها.. مدرسة.. جامعة.. شغل.. زواج.. والمستقبل في لمح البصر بقى حاضر وبقيت خايفة الحاضر يبقى ماضي وألقى نفسي في مكان تاني وزمان تاني.. حسيت بالهلع.. قلبي بدق بسرعة وأنفاسي قصيرة وسريعة وعيوني جحظت من الخوف (لازم ألقى حل.. لازم ألقى حل) قلت لنفسي وأنا بفتح اليوتيوب عشان أفتش على الحل.. و لقيت جواهر بتغني (ع الكورنيش عز الظهرية.. و عاظ الكورنيش على وش الميه) ورجعت لي نفسي مع ذكرياتي.. وارتحت أخيراً.
.
.
.
#بقلم_مروة_أبوالريش

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 منارة القلم الفصيح
تصميم : يعقوب رضا