المنظومة الميسرة في السيرة المُطَهَّرة
سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
نظم الشاعر :
مدحت عبدالعليم عبدالقادر رسلان بوقمح الجابوصي
****
سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
نظم الشاعر :
مدحت عبدالعليم عبدالقادر رسلان بوقمح الجابوصي
****
بدأتُ بحمدِ اللهِ نظماً مُيسَّرا....ولذتُ بمولايَ وقلتُ مُحَرِّرا
لكَ الحمدُ أهلَ الحمدِ والشكرِ والثنا.....تجاوزْ عن الزلَّاتِ ربَّاهُ وامْنُنا
وصلِّ على المُختارِمن جاءَ بالهُدَى...وأكرمْ جميعَ الصحبِ وارحمْ من اهتدى
وبعدُ فإنِّي قد شرعتُ مُشَمِّرا.....وأدليتُ دلوي في زُلالٍ تعطَّرا
لعلي أنالُ الخيرَ والخيرُ قد بدا....بذكرِ رسولِ اللهِ في النظمِ أحمدَ
****
محمَّدُ عبدُاللهِ ذا سيِّدُ الورى....وأفضلُ مولودٍ أقلَّ لهُ الثرى
وأعظَمُ إنسانٍ وأشرفُ عابدِ....وأطهرُ مخلوقٍ وأخلصُ ساجدِ
وإنْ كانَ أهلُ الأرضِ جمعٌ بكِفَّةِ....فكِفَّتُهُ تربو على كلِّ كِفَّةِ
وقد جاءَ للدنيا يتيماً مُحمَّدا.....فأواهُ ربُّ النَّاسِ والذكرَ خلَّدا
وتمَّتْ لهُ ستٌّ فأمسى بلا أُمِّ....وصارَ بحجرِ الجدِّ أغلى من العمِّ
وتمَّتْ ثمانٍ للنبيِّ فودَّعا.....لجدٍّ عطوفٍ كم عليهِ تفجَّعا
وصارَ إلى عمٍّ أعزَّ محمَّدا....وخاصمَ فيهِ القومَ والقومُ قد عدا
وعاشَ نصيرَ الحقِّ والحقُّ ساطعُ....وردَّ رؤوسَ الكفرِ والكفرُ واقعُ
****
وشبَّ رسولُ اللهِ بالصدقِ قد عُرِفْ.وكم قد رعى الأغنامَ والرعيُ قد شَرُفْ
وتاجرَ في مالٍ لبنتِ خويلدِ....ولكنَّها رامتْ لأعظمِ سؤددِ
فأمستْ لهُ زوجاً وخيرَ مُناصِرِ....وواستهُ بالنفسِ ومالٍ ومتجرِ
وقد رُزِقَ الأولادَ منها كما حُرِمْ......بنيَ سواها في آثارِ ذوي الهِمم
وكم مرَّةٍ شادَ الرسولُ بفضلِها.....وقالَ أما إنِّي نُفِعْتُ بمالِها
وظلَّ رسولُ اللهِ بعدَ وفاتِها....إذا ذبحوا شاةً يُصيبُ ذواتِها
وبشَّرَها جبريلُ من عندِ ربِّنا....بقصرٍ بدارِ الخلدِ والوصفَ بيَّنا
****
بغارِ حراءٍ كانَ أحمدُ سيِّدي....يُقيمُ بهِ شهراً كثيرَ التعبُّدِ
أتاهُ أمينُ الوحي جبريلُ قائلا....لهُ اقرأْ رسولَ اللهِ ما قد تنزَّلا
فقامَ رسولُ اللهِ في الصحبِ داعيا....ثلاثاً من الأعوامِ للهِ راجيا
وبعدَ ثلاثٍ قامَ في الناسِ يصدَعُ.....هلمُّوا إلى التوحيدِ ما الشركُ ينفعُ
فغاظَت رؤوسَ الشركِ دعوةُ أحمدَ....وقد بدأُوا العدوانَ والشرُّ قد بدا
فقد سخروا منهُ وحاروا بأمرِهِ....فماذا يقولُ القومُ من أجلِ كسرِهِ
لقد قالوا سحَّارٌ وقد قالوا كاهنٌ....وقد قالوا مجنونٌ بسحرٍ يُهيمِنُ
****
وقد آذى أهلُ الشركِ أصحابَ سيِّدي....بلالاً وعمَّاراً صُهيباً وعَدِّدِ
تحمَّلَ أصحابُ الرسولِ وعُذِّبوا...وما فيهمو إلَّا هُمامٌ مُقرَّبُ
وقد هجرَ الأصحابُ أرضا بها الأذى ....إلى ملكِ الأحباشِ بالعدلِ أنقذا
وأسلَمَ فاروقُ البلادِ وحمزةُ.....فعزَّ جنابُ الدينِ واغتاظَ ثُلَّةُ
وقاطعتْ الكفارُ أنصارَ أحمدا....من الهاشميينَ ومن خالفَ العدا
وظلُّوا ثلاثاً في الحصارِ وهُدِّدوا.....وقد أكلوا الأوراقَ والجوعُ يُجْهدُ
وفُكَّ حصارُ القومِ واللهُ قادرُ.....على كلِّ شيءٍ في الحياةِ وقاهرُ
وقد خرجَ الأصحابُ من شِعْبِ طالبِ....بفضلِ مليكٍ للوجودِ وغالبِ
****
وفي عامِ عشرٍ ماتَ عمٌّ مُناصرُ....وزوجٌ مُوَاسٍ للرسولِ ومؤثِرُ
تمادتْ قريشٌ في الإيذاءِ لسيدي....فأمَّ ثقيفاً بالجنوبِ لتهتدي
وأمَّ بني كلبٍ وعبساً حنيفةَ.....وصعصعةً نصراً وغسَّانَ عُذْرَةَ
وكلٌّ أبى الإسلامَ والسلمُ ظاهرُ.....وظلُّوا على الشركِ وذا الشركُ غائرُ
فقد كفرَ الإنسانُ والجنُّ آمنتْ....وقد نُصِرَ العدنانُ والإنسُ أسلمتْ
وأسرى إلهُ الناسِ ليلاً بعبدِهِ.....ولجَّ كفورُ الدارِ بعدُ بصدِّهِ
وقد كذبوا المبعوثَ رغمَ مجيئهِ.....بوصفٍ دقيقٍ للذهابِ وجيئهِ
****
وقد بايعَ المختارُ فوجاً بيثربَ....فلمْ يشركوا شيئاً وعادوا بمُصْعَبَا
وقد نشرَ التوحيدَ واللهُ أيَّدا....ووفقَ مبعوثَ الرسولِ وأسعدا
فأمسَوا همو الأنصارَ أنصارَ أحمدَا.....فكم نصروا الإسلامَ واللهُ سددا
وقالَ رسولُ اللهِ للصحبِ هاجروا....لأرضٍ بها نخلٌ وإنِّي لآمرُ
وقد هاجرَ الأصحابُ إلَّا محمَّدا....وخيرَ الورى بعدَ الرسولِ ليسعدا
تآمرَ أهلُ الشركِ والكفرِ دبَّروا.....لقتلِ رسولِ اللهِ واللهُ أكبرُ
فأنجى رسولَ اللهِ من كلِّ مكرِهِم....وقد وضعَ التُرْبَ فُويقَ رؤوسِهِم
****
وهاجرَ خيرُ الرسْلِ معْ خيرِ صاحبِ.....إلى طيبةَ الغراءِ أرضِ الكواكبِ
بنى مسجداً للناسِ والصحبُ عاونوا.....فتمَّ لهم هذا البناءُ وأذَّنوا
فقد شُرِّعَ الأذانُ في الصحبِ عندما.....رآهُ فتى زيدٍ بنومٍ فأعلما
وقد ألَّفَ المختارُ بين أولى الهُدى.من الصحبِ والأنصارِ أهدى من اهتدى
يهودُ معَ الأنصارِ في أرضِ طيبةَ.....أقاموا بها حيناً وأخْفَوا عداوةَ
ولكنهم للعهدِ خانوا وأضمروا.....أموراً عظاماً في الفؤادِ ودبَّروا
فأخزاهم المختارُ والخزيُ لاحقُ....بأربابِ غدرٍ دونَ شكٍّ وسابقُ
****
وقد نَصرَ اللهُ النبيَّ محمدا....ببدرٍ وذا الفرقانُ للشركِ بددا
ولمَّا أتى الأصحابُ ذنباً وخالفوا....لأمرِ رسولِ اللهِ في الحربِ أُرجِفُوا
فقد تركَ الأصحابُ للمغنمِ الجبلْ.....فعاقبَهم ربِّي وكلٌّ قد اختبلْ
وأخزى رسولُ اللهِ يهودَ يثربَ.....فأخرجَهم منها وللذبحِ قرَّبَ
وهبَّتْ على الأحزابِ ريحٌ فقرروا....رحيلاً فولوا خائفينَ تبعثروا
ومؤتةُ فيها قد تخلَّصَ خالدُ....من الرومِ يومَ البأسِ واللهُ مُنجِدُ
وقد ذَرُفتْ عينُ الرسولِ من الحَزَنْ.....لمقتلِ قُوّادِ الجيوشِ بلاوهنْ
ثلاثةُ آلافٍ بوجهِ جحافلِ.....من الرومِ في حربٍ غريبٍ ومُذْهِلِ
وقد كانَ جُندُ الرُّومِ مئتانِ كم ترى....يكونُ نصيبُ كلِّ غازٍ تَقَدَّرا
ولكنَّهُ الإيمانُ في قلبِ مُؤمنٍ.....يَدُكُّ جبالَ الأرضِ في كلِّ موطنِ
وتمَّ لهامِ الخلقِ فتحٌ مُبارَكُ.....هنيئاً لهُ ذا الفتحُ في الأرضِ بارِكُوا
وقد أعتقَ المختارُ كلَّ كُوَيْفِرٍ......بمكةَ يومَ الفتحِ أجلَ التحرُّرِ
ويومَ حُنيْنٍ نادى عمُّ نبيِّنا....وذكَّرَهم بالعهدِ قبلُ وأعلَنا
هلُمُّوا فجاءوا مثلَ سيلٍ قد انعطفْ....فأمست رؤوسُ الكفرِ ملكاً لمن عرف
ويومُ تبوكٍ يومُ نصرٍ ومغنَمِ.....ولمْ يثبت الرومانُ أهلُ المآثمِ
فعزَّتْ ديارُ السِلمِ والسِلْمُ سالمُ....وذلَّتْ ديارُ الكفرِ والكفرُ غارمُ
وجاءتْ وفودٌ تُعْلِنُ السلَمَ خاضِعةْ.....لهدْيِ رسولِ اللهِ للهِ طائعةْ
****
وودَّعَ خيرُ الرُّسْلِ أحمدُ للورى.....بحجَّتِهِ الكُبْرى وللناسِ بصَّرا
وأعلَنَ ميثاقَ الرسالةِ شارحا....أهمَّ أُمُورَ الدِّينِ للناسِ مُوْضِحَا
وماتَ رسولُ اللهِ أفضلُ من سرى....وأعظمُ إنسانٍ وضلَّ من افترى
وفارقَ دُنْيا النَّاسِ والنَّاسُ أُذْهِلُوا.....لموتِ رسولِ اللهِ والرُّسْلُ تُقْبَرُ
وما أحمدُ المختارُ إلا مُبَشِّرُ......رسولٌ نَبيٌّ والمماتُ مُقَدَّرُ
****
وتمَّ اجتماعُ الصحبِ أجلَ خليفَةِ.....يقومُ مقامَ الصدقِ بينَ الخليقَةِ
فأمسى أبو بكرٍ أميناً على البشرْ.....فقامَ بما يُرضي الإلهَ وما أمرْ
وأمسى أبو بكرٍ لذي الدارِ فائتا .....بجنبِ رسولِ اللهِ حيَّاً وميِّتا
وقد حملَ الفاروقُ ذا العبء قائما....بحقِّ إلهِ الناسِ في الأرضِ عالما
وقد قتلَ الفاروقَ باغٍ قد اعتدى....وفي قلبِهِ حقدٌ عظيمٌ وقد بدا
فأحرقهُ الرحمنُ واللهُ يُحرقُ.....أسافلَ هذا الخلقِ حرقاً ويُوْبِقُ
وقامَ إمامُ الناسِ عثمانُ طائعا.....ولم يرتضِ أهلُ النفاقِ صنائعا
ولم يبغِ سفكاً للدماءِ وقد منعْ....جنودَ ابنَ حربٍ من دمشقٍ ولو وقعْ
فتمَّ مرادُ القومِ والقومُ جائرُ........وأمسى شهيداً ذا الهمامُ المُبشَّرُ
ولمَّا قضى عثمانُ جاءَ أبو الحسنْ.....عليٌّ إمامُ المسلمينَ وما وهنْ
ولكنَّهُ لم يبغِ قتلاً لمسلمِ....فولَّى نظيفَ اليدِّ من كلِّ مأثمِ
أولئكَ أصحابُ الرسولِ أُحبُّهُمْ.....واُبغِضُ أعداءَ الصحابِ أَذمُّهُم
لكَ الحمدُ أهلَ الحمدِ والشكرِ والثنا.....تجاوزْ عن الزلَّاتِ ربَّاهُ وامْنُنا
وصلِّ على المُختارِمن جاءَ بالهُدَى...وأكرمْ جميعَ الصحبِ وارحمْ من اهتدى
وبعدُ فإنِّي قد شرعتُ مُشَمِّرا.....وأدليتُ دلوي في زُلالٍ تعطَّرا
لعلي أنالُ الخيرَ والخيرُ قد بدا....بذكرِ رسولِ اللهِ في النظمِ أحمدَ
****
محمَّدُ عبدُاللهِ ذا سيِّدُ الورى....وأفضلُ مولودٍ أقلَّ لهُ الثرى
وأعظَمُ إنسانٍ وأشرفُ عابدِ....وأطهرُ مخلوقٍ وأخلصُ ساجدِ
وإنْ كانَ أهلُ الأرضِ جمعٌ بكِفَّةِ....فكِفَّتُهُ تربو على كلِّ كِفَّةِ
وقد جاءَ للدنيا يتيماً مُحمَّدا.....فأواهُ ربُّ النَّاسِ والذكرَ خلَّدا
وتمَّتْ لهُ ستٌّ فأمسى بلا أُمِّ....وصارَ بحجرِ الجدِّ أغلى من العمِّ
وتمَّتْ ثمانٍ للنبيِّ فودَّعا.....لجدٍّ عطوفٍ كم عليهِ تفجَّعا
وصارَ إلى عمٍّ أعزَّ محمَّدا....وخاصمَ فيهِ القومَ والقومُ قد عدا
وعاشَ نصيرَ الحقِّ والحقُّ ساطعُ....وردَّ رؤوسَ الكفرِ والكفرُ واقعُ
****
وشبَّ رسولُ اللهِ بالصدقِ قد عُرِفْ.وكم قد رعى الأغنامَ والرعيُ قد شَرُفْ
وتاجرَ في مالٍ لبنتِ خويلدِ....ولكنَّها رامتْ لأعظمِ سؤددِ
فأمستْ لهُ زوجاً وخيرَ مُناصِرِ....وواستهُ بالنفسِ ومالٍ ومتجرِ
وقد رُزِقَ الأولادَ منها كما حُرِمْ......بنيَ سواها في آثارِ ذوي الهِمم
وكم مرَّةٍ شادَ الرسولُ بفضلِها.....وقالَ أما إنِّي نُفِعْتُ بمالِها
وظلَّ رسولُ اللهِ بعدَ وفاتِها....إذا ذبحوا شاةً يُصيبُ ذواتِها
وبشَّرَها جبريلُ من عندِ ربِّنا....بقصرٍ بدارِ الخلدِ والوصفَ بيَّنا
****
بغارِ حراءٍ كانَ أحمدُ سيِّدي....يُقيمُ بهِ شهراً كثيرَ التعبُّدِ
أتاهُ أمينُ الوحي جبريلُ قائلا....لهُ اقرأْ رسولَ اللهِ ما قد تنزَّلا
فقامَ رسولُ اللهِ في الصحبِ داعيا....ثلاثاً من الأعوامِ للهِ راجيا
وبعدَ ثلاثٍ قامَ في الناسِ يصدَعُ.....هلمُّوا إلى التوحيدِ ما الشركُ ينفعُ
فغاظَت رؤوسَ الشركِ دعوةُ أحمدَ....وقد بدأُوا العدوانَ والشرُّ قد بدا
فقد سخروا منهُ وحاروا بأمرِهِ....فماذا يقولُ القومُ من أجلِ كسرِهِ
لقد قالوا سحَّارٌ وقد قالوا كاهنٌ....وقد قالوا مجنونٌ بسحرٍ يُهيمِنُ
****
وقد آذى أهلُ الشركِ أصحابَ سيِّدي....بلالاً وعمَّاراً صُهيباً وعَدِّدِ
تحمَّلَ أصحابُ الرسولِ وعُذِّبوا...وما فيهمو إلَّا هُمامٌ مُقرَّبُ
وقد هجرَ الأصحابُ أرضا بها الأذى ....إلى ملكِ الأحباشِ بالعدلِ أنقذا
وأسلَمَ فاروقُ البلادِ وحمزةُ.....فعزَّ جنابُ الدينِ واغتاظَ ثُلَّةُ
وقاطعتْ الكفارُ أنصارَ أحمدا....من الهاشميينَ ومن خالفَ العدا
وظلُّوا ثلاثاً في الحصارِ وهُدِّدوا.....وقد أكلوا الأوراقَ والجوعُ يُجْهدُ
وفُكَّ حصارُ القومِ واللهُ قادرُ.....على كلِّ شيءٍ في الحياةِ وقاهرُ
وقد خرجَ الأصحابُ من شِعْبِ طالبِ....بفضلِ مليكٍ للوجودِ وغالبِ
****
وفي عامِ عشرٍ ماتَ عمٌّ مُناصرُ....وزوجٌ مُوَاسٍ للرسولِ ومؤثِرُ
تمادتْ قريشٌ في الإيذاءِ لسيدي....فأمَّ ثقيفاً بالجنوبِ لتهتدي
وأمَّ بني كلبٍ وعبساً حنيفةَ.....وصعصعةً نصراً وغسَّانَ عُذْرَةَ
وكلٌّ أبى الإسلامَ والسلمُ ظاهرُ.....وظلُّوا على الشركِ وذا الشركُ غائرُ
فقد كفرَ الإنسانُ والجنُّ آمنتْ....وقد نُصِرَ العدنانُ والإنسُ أسلمتْ
وأسرى إلهُ الناسِ ليلاً بعبدِهِ.....ولجَّ كفورُ الدارِ بعدُ بصدِّهِ
وقد كذبوا المبعوثَ رغمَ مجيئهِ.....بوصفٍ دقيقٍ للذهابِ وجيئهِ
****
وقد بايعَ المختارُ فوجاً بيثربَ....فلمْ يشركوا شيئاً وعادوا بمُصْعَبَا
وقد نشرَ التوحيدَ واللهُ أيَّدا....ووفقَ مبعوثَ الرسولِ وأسعدا
فأمسَوا همو الأنصارَ أنصارَ أحمدَا.....فكم نصروا الإسلامَ واللهُ سددا
وقالَ رسولُ اللهِ للصحبِ هاجروا....لأرضٍ بها نخلٌ وإنِّي لآمرُ
وقد هاجرَ الأصحابُ إلَّا محمَّدا....وخيرَ الورى بعدَ الرسولِ ليسعدا
تآمرَ أهلُ الشركِ والكفرِ دبَّروا.....لقتلِ رسولِ اللهِ واللهُ أكبرُ
فأنجى رسولَ اللهِ من كلِّ مكرِهِم....وقد وضعَ التُرْبَ فُويقَ رؤوسِهِم
****
وهاجرَ خيرُ الرسْلِ معْ خيرِ صاحبِ.....إلى طيبةَ الغراءِ أرضِ الكواكبِ
بنى مسجداً للناسِ والصحبُ عاونوا.....فتمَّ لهم هذا البناءُ وأذَّنوا
فقد شُرِّعَ الأذانُ في الصحبِ عندما.....رآهُ فتى زيدٍ بنومٍ فأعلما
وقد ألَّفَ المختارُ بين أولى الهُدى.من الصحبِ والأنصارِ أهدى من اهتدى
يهودُ معَ الأنصارِ في أرضِ طيبةَ.....أقاموا بها حيناً وأخْفَوا عداوةَ
ولكنهم للعهدِ خانوا وأضمروا.....أموراً عظاماً في الفؤادِ ودبَّروا
فأخزاهم المختارُ والخزيُ لاحقُ....بأربابِ غدرٍ دونَ شكٍّ وسابقُ
****
وقد نَصرَ اللهُ النبيَّ محمدا....ببدرٍ وذا الفرقانُ للشركِ بددا
ولمَّا أتى الأصحابُ ذنباً وخالفوا....لأمرِ رسولِ اللهِ في الحربِ أُرجِفُوا
فقد تركَ الأصحابُ للمغنمِ الجبلْ.....فعاقبَهم ربِّي وكلٌّ قد اختبلْ
وأخزى رسولُ اللهِ يهودَ يثربَ.....فأخرجَهم منها وللذبحِ قرَّبَ
وهبَّتْ على الأحزابِ ريحٌ فقرروا....رحيلاً فولوا خائفينَ تبعثروا
ومؤتةُ فيها قد تخلَّصَ خالدُ....من الرومِ يومَ البأسِ واللهُ مُنجِدُ
وقد ذَرُفتْ عينُ الرسولِ من الحَزَنْ.....لمقتلِ قُوّادِ الجيوشِ بلاوهنْ
ثلاثةُ آلافٍ بوجهِ جحافلِ.....من الرومِ في حربٍ غريبٍ ومُذْهِلِ
وقد كانَ جُندُ الرُّومِ مئتانِ كم ترى....يكونُ نصيبُ كلِّ غازٍ تَقَدَّرا
ولكنَّهُ الإيمانُ في قلبِ مُؤمنٍ.....يَدُكُّ جبالَ الأرضِ في كلِّ موطنِ
وتمَّ لهامِ الخلقِ فتحٌ مُبارَكُ.....هنيئاً لهُ ذا الفتحُ في الأرضِ بارِكُوا
وقد أعتقَ المختارُ كلَّ كُوَيْفِرٍ......بمكةَ يومَ الفتحِ أجلَ التحرُّرِ
ويومَ حُنيْنٍ نادى عمُّ نبيِّنا....وذكَّرَهم بالعهدِ قبلُ وأعلَنا
هلُمُّوا فجاءوا مثلَ سيلٍ قد انعطفْ....فأمست رؤوسُ الكفرِ ملكاً لمن عرف
ويومُ تبوكٍ يومُ نصرٍ ومغنَمِ.....ولمْ يثبت الرومانُ أهلُ المآثمِ
فعزَّتْ ديارُ السِلمِ والسِلْمُ سالمُ....وذلَّتْ ديارُ الكفرِ والكفرُ غارمُ
وجاءتْ وفودٌ تُعْلِنُ السلَمَ خاضِعةْ.....لهدْيِ رسولِ اللهِ للهِ طائعةْ
****
وودَّعَ خيرُ الرُّسْلِ أحمدُ للورى.....بحجَّتِهِ الكُبْرى وللناسِ بصَّرا
وأعلَنَ ميثاقَ الرسالةِ شارحا....أهمَّ أُمُورَ الدِّينِ للناسِ مُوْضِحَا
وماتَ رسولُ اللهِ أفضلُ من سرى....وأعظمُ إنسانٍ وضلَّ من افترى
وفارقَ دُنْيا النَّاسِ والنَّاسُ أُذْهِلُوا.....لموتِ رسولِ اللهِ والرُّسْلُ تُقْبَرُ
وما أحمدُ المختارُ إلا مُبَشِّرُ......رسولٌ نَبيٌّ والمماتُ مُقَدَّرُ
****
وتمَّ اجتماعُ الصحبِ أجلَ خليفَةِ.....يقومُ مقامَ الصدقِ بينَ الخليقَةِ
فأمسى أبو بكرٍ أميناً على البشرْ.....فقامَ بما يُرضي الإلهَ وما أمرْ
وأمسى أبو بكرٍ لذي الدارِ فائتا .....بجنبِ رسولِ اللهِ حيَّاً وميِّتا
وقد حملَ الفاروقُ ذا العبء قائما....بحقِّ إلهِ الناسِ في الأرضِ عالما
وقد قتلَ الفاروقَ باغٍ قد اعتدى....وفي قلبِهِ حقدٌ عظيمٌ وقد بدا
فأحرقهُ الرحمنُ واللهُ يُحرقُ.....أسافلَ هذا الخلقِ حرقاً ويُوْبِقُ
وقامَ إمامُ الناسِ عثمانُ طائعا.....ولم يرتضِ أهلُ النفاقِ صنائعا
ولم يبغِ سفكاً للدماءِ وقد منعْ....جنودَ ابنَ حربٍ من دمشقٍ ولو وقعْ
فتمَّ مرادُ القومِ والقومُ جائرُ........وأمسى شهيداً ذا الهمامُ المُبشَّرُ
ولمَّا قضى عثمانُ جاءَ أبو الحسنْ.....عليٌّ إمامُ المسلمينَ وما وهنْ
ولكنَّهُ لم يبغِ قتلاً لمسلمِ....فولَّى نظيفَ اليدِّ من كلِّ مأثمِ
أولئكَ أصحابُ الرسولِ أُحبُّهُمْ.....واُبغِضُ أعداءَ الصحابِ أَذمُّهُم
نظم /
مدحت عبدالعليم عبدالقادر رسلان بوقمح الجابوصي
مدحت عبدالعليم عبدالقادر رسلان بوقمح الجابوصي
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق