الأحد، 16 سبتمبر 2018

الزحافات والعلل .... بقلم الأستاذ / نجاح جاب الله


الزحافات والعلل/الخميس/13/9/2018
==============
الدرس الواحد والعشرون فى سلسلة علم العروض/تحياتى/نجاح جاب الله
=====================================
أعزائى ،حضرات السادة المحترمين.
سنترك الدرس على صدر صفحتنا بعض الوقت للمراجعة ومشاركة الأصدقاء
=======================================
 هنا سأحاول (تبسيط)مايلزمنا وما هو مشهور من (التراخيص)المقبولة والمسموح بها فى التفعيلة التى هى الوحدة الكبرى فى الوزن الشعرى والتى أطلق عليها علماء العروض (الزحافات والعلل)
ولو أننى من الذين يحبون استخدام البحر الشعرى فى دائرته العروضية التامة لكن هناك تراخيص لاتخل ولاتضر بالوزن وهى مباحة ومسموح بها فى الوزن
وعليك أن تعلم أن التفاعيل العشرة التي فصلنا الكلام عليها في الدروس السابقة، لا يلزم أن تبقى سالمة على حالها الأصلي، بل يجوز أن تقع عليها تغييرات، بزيادة أو نقص، تسمى الزحافات والعلل.
وأنا لن أفعل مثلما فعل السابقون من اهدار الجهد وتشتيت الفكر فى مسميات الزحافات والعلل
وليس ذلك نكرانا منى لأهمية دراستها بمواضعها ومسمياتها ....لا بل لأن ذلك يخص الباحث والناقد والدارس
أما نحن هنا قلنا أننا نخاطب البسطاء والبادئين والمبتدئين أصحاب الذوق السليم والذين يكتبون الشعر عن طريق الموهبة والتسمع
=============================
قلنا قبل ذلك أن التفعيلة تتكون من أسباب وأوتاد وفواصل
هكذا قال علماء العروض أما أنا فلا أرى تكوينا للتفعيلة أهم من الأسباب والأوتاد
مع عدم انكارى للفواصل
ثم إن الزحافات تصيب الأسباب..... والعلل تصيب الأوتاد اللهم إلا القليل وليس مقياسا للقياس
إذن فلنتذكر معا الأسباب والأوتاد
ماهو السبب؟
 السبب هو وحدتان صوتيتان سواء حركة يتبعها ساكن أو حركة سبقتها حركة.....ورمزهما العروضى حركة فساكن(/0)ويسمى بالسبب الخفيف وحركتان(//) للسبب الثقيل
 مثال:- للتمهيد والتذكر (مطلع الأطلال فى ديوان الشاعر الكبير الدكتور ناجى هكذا(يافؤادى رحم الله الهوى)
لكن السيدة أم كلثوم غنتها هكذا(يافؤادى لاتسلْ أين الْهوى)ووزنها العروضى
فاعلاتن/فاعلاتن/فاعلن وتقطيعها العروضى هكذا
(يافؤادى /لاتسلْ أيـــــــــ/ــــــن الهوى)=فا/علا/تن فا/علا/تن/فا/علن
 إذن يافؤادى =فاعلاتن وتقطيعها حسب مكوناتها كما يلى (يا = سبب خفيف ورمزه العروضى (/0)حركة وساكن
+فؤا=وتد مجموع ورمزه العروضى (//0)
+دى =سبب خفيف)
وكذلك
(لاتسلْ أيْ)(لا = سبب خفيف ورمزه العروضى (/0)
+ تسل=وتد مجموع ورمزه العروضى (//0)
+أى=سبب خفيف ،
وكذلك
(نلْهوى)=فاعلن=سبب خفيف +وتد مجموع
 الاستنتاج هو أن التفاعيل تتكون من أسباب وأوتاد والتغيير الحاصل على ثانى السبب فى فاعلاتن الثانية يسميه علماء العروض (الزحافات)فقد تحولت من (فاعلاتن إلى فعلاتن وهذا جائز دون عيب (لاتسل أين الهوى=رحم الله الهوى)
ونستطيع تلخيص مايجب أن نفهمه فى الآتى
تعريف الزحاف:
الزحاف هو التغيير الذي يلحق ثاني السبب. فهو إذن نوعان:
- ما يلحق ثاني السبب الخفيف: ويكون بحذفه.
- ما يلحق ثاني السبب الثقيل: ويكون بتسكينه أو حذفه.
ولا تعلق للزحافات بالأوتاد مطلقا.
مثاله:
سنضرب المثال على نفس البيت السابق لأنه مطلع قصيدة الأطلال للدكتور ناجى
 لاحظ السيدة أم كلثوم تغنى الأطلال قائلة (يافؤادى لاتسلْ أين الهوى)فى حين أن القصيدة فى ديوان الدكتور ناجى تبدأ هكذا(يافؤادى رحم الله الهوى)
 إذن فاعلاتن الأولى =(يافؤادى) وهى سليمة وتامة أما فاعلاتن الثانية أصابتها زحافة فى الديوان فأصبحت فعلاتن=(رحمللا) لكن أم كلثوم غنتها فاعلاتن=لاتسلأي
وهذا فى عمومه لايخل بالوزن
 مثال آخر
• حذف الحرف الثاني الساكن من فاعلاتن فتصير فعلاتن. ولا يجوز حذف الحرف الثاني من (فاع لاتن)، لأنه ليس ثاني سبب، وإنما هو ثاني وتد مفروق (فاع).
 • تسكين الحرف الحامس المتحرك من مفاعلَتن فتصير مفاعلْتن أو قل إن شئت: مفاعيلن (فهما بنفس الوزن العروضي).
 • حذف الحرف الثاني المتحرك من متَفاعلن فتصير مفاعلن.
ويتفرع عن كون الزحاف لا يلحق إلا ثواني الأسباب، أنه لا يكون إلا في الحرف الثاني أو الرابع أو الخامس أو السابع.
وبيان ذلك أن استقراء التفاعيل العشرة يدلك على أن:
• الحرف الأول لا يكون إلا أول سبب أو أول وتد.
• الحرف الثالث لا يكون إلا أول سبب أو أول وتد أو ثالث وتد.
 • الحرف السادس لا يكون إلا أول سبب أو ثاني وتد.
حكم التزام الزحاف:
وحكم الزحاف عدم الالتزام – بخلاف العلة فإنها يجب التزامها كما سيأتي إن شاء الله .
 ومعنى عدم الالتزام: أن الزحاف إذا عرض في تفعيلة من التفاعيل، لم يجب التزامه في كل ما يقابل تلك التفعيلة من سائر القصيدة.
مثال:-هذا البيت من قصيدتنا بنت العراق
(يامن على شط العروبة تسْكنيــــــــــن حروفنا وفراتكمْ ماء الحياةْ)
 القصيدة على البحر الكامل ومع ذلك جاءت التفعيلة الأولى مصابة بزحاف وتم تسكين الحرف الثانى فأصبحت (مستفعلن)بدلا من (متفاعلن) وكذلك التفعيلة الثانية فى حين لزمت التفعيلة الثالثة الصورة الأصلية للبحر الكامل (متفاعلن )وهذا جائز
مثال آخر:- تفعيلات بحر الرجز مثلا (مستفعلن/مستفعلن/مستفعلن)
لو أتينا بالشطر الأول من قصيدة على هذا الوزن: (متفعلن مستفعلن مستفعلن) - بحذف السين من التفعيلة الأولى - لم يلزم أن تأتي أشطر القصيدة كلها على هذا الوزن، بل يجوز مثلا أن يكون الشطر التالي (مستفعلن مستفعلن مستفعلن)، وهكذا
هذا هو الأصل في الزحاف، لكن من الزحاف ما يجري مجرى العلة، فيلتزم. وذلك في بعض الزحافات التي تلحق العروض أو الضرب.
 مثال ذلك: القبض في مفاعيلن (فتصير مفاعلن) في عروض البحر الطويل. فلا بد من التزام (مفاعلن) في العروض في القصيدة كلها.
وليس كل زحاف يلحق العروض أو الضرب يجب التزامه.
 فمثال ما لا يلتزم: الإضمار في عروض البحر الكامل أو ضربه (والإضمار تسكين الثاني من متفاعلن فتصير متْفاعلن). فقد تجد في القصيدة الواحدة بيتا عروضه (متَفاعلن) وآخر عروضه (متْفاعلن).
 وبيان ذلك إنما يعلم بالدراسة التفصيلية لكل بحر، فإننا حين نذكر زحافات البحر، نذكر منها ما يجوز في الحشو، وما يجوز في العروض والضرب، أو في أحدهما دون الآخر.
نوعا الزحاف:
والزحاف نوعان: مفرد ومركب.
فالزحاف المفرد ما كان في موضع واحد من التفعيلة، كحذف السين من مستفعلن، فتصير متفعلن.
 والزحاف المركب (ويسمى مزدوجا أيضا) ما كان في موضعين من التفعيلة، نحو حذف السين والفاء معا من مستفعلن،وكلاهما ثوانى أسباب فتصير متَعلن، فتنقلها إن شئت إلى فَعِلَـتن (وهي بنفس الوزن العروضي).
======================================
 إلى هنا وينتهى شرحنا عن الزحافات من وجهة نظرنا وللأمانة العلمية فقد ارتأينا نقل تلخيص وجهة نظر السابقين والتى تخص الباحثين فقط
وأخيرا للباحثين المتخصصين..................... منقول عن السابقين
=====================
 وهذا أوان بيان أسماء هذه الزحافات، مع تعريفها.
الزحاف المفرد:
 الزحاف المفرد – كما سبق ذكره - يكون في الحرف الثاني، أو الرابع أو الخامس أو السابع، متى كانت هذه الحروف ثواني أسباب.
- في الحرف الثاني من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):
وهذا الحرف يكون ساكنا أو متحركا. فزحافه يكون بأحد أمور ثلاثة:
• تسكينه إن كان متحركا، ويسمى الإضمار.
• حذفه إن كان متحركا، ويسمى الوقص.
 • حذفه إن كان ساكنا، ويسمى الخبن.
- في الحرف الرابع من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):
 هذا الحرف لا يكون إلا ساكنا. وزحافه يكون بحذفه. ويسمى الطي.
- في الحرف الخامس من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):
وهذا الحرف يكون ساكنا أو متحركا. فزحافه يكون بأحد أمور ثلاثة:
• تسكينه إن كان متحركا، ويسمى العصْب.
• حذفه إن كان متحركا، ويسمى العقْل.
 • حذفه إن كان ساكنا، ويمسى القبض.
- في الحرف السابع من التفعيلة (مع كونه ثاني سبب):
 هذا الحرف لا يكون إلا ساكنا. وزحافه يكون بحذفه. ويسمى الكف.
فعندنا إذن ثمانية زحافات، هي:
1- الإضمار: وهو تسكين الثاني المتحرك. ويدخل متَفاعلن فتصير متْفاعلن، وتقلب إلى مستفعلن.
2- الوقص: وهو حذف الثاني المتحرك. ويدخل متَفاعلن فتصير مفاعلن.
3- الخبن: وهو حذف الثاني الساكن. ويدخل خمسة من التفاعيل وهي: فاعلن وفاعلاتن ومستفعلن ومستفع لن ومفعولات، فتصير: فعِلن وفعِلاتن ومتَـفْعلن ومتفع لن ومعولاتُ.
4- الطي: وهو حذف الرابع الساكن، ويدخل تفعيلتين هما: مستفعلن ومفعولات، فتصيران: مسْـتَـعلن (وتقلب إلى مفْـتَـعلن) ومفعلات. (ولا يدخل الطي متفاعلن إلا مع الإضمار، دفعا لتوالي خمس حركات، وسيأتي في الزحاف المركب إن شاء الله ).
5- العصب: وهو تسكين الخامس المتحرك، ويدخل مفاعلَـتن، فتصير مفاعلْتن، وتقلب إلى مفاعيلن.
6- العقل: وهو حذف الخامس المتحرك، ويدخل مفاعلَـتن، فتصير مفاعتن، وتقلب إلى مفاعلن.
7- القبض: وهو حذف الخامس الساكن، ويدخل فعولن ومفاعيلن فتصير فعول ومفاعلن. (أما فاع لاتن فلا تكون إلا عروضا أو ضربا في البحر المضارع، ولا يدخلها القبض).
8- الكف: وهو حذف السابع الساكن، ويدخل مفاعيلن وفاعلاتن وفاع لاتن ومستفع لن فتصير مفاعيل وفاعلاتُ وفاع لات ومستفع لُ (ولا يدخل الكف مفاعلتن إلا مع العصب، دفعا لتوالي خمس حركات، وسيأتي في الزحاف المركب إن شاء الله ).
======================================
شكرا لحسن متابعتكم/ تحياتى/نجاح جاب الله /الخميس/13/9/2018

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 منارة القلم الفصيح
تصميم : يعقوب رضا